ايران الثورة.. وذكرى عودة الامام الخميني المظفرة

الخميس 4 فبراير 2021 - 13:11 بتوقيت غرينتش
ايران الثورة.. وذكرى عودة الامام الخميني المظفرة

مقالات-الكوثر: وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿القصص-05﴾ شكلت عودة الامام الخميني الى طهران بتاريخ 1 شباط 1979 الخطوة الاستراتيجية الفاصلة في مسيرة الثورة الاسلامية التي كانت تغلي كالمرجل في انحاء إيران.

فالثورة بحاجة الى قائد الميدان وقد أدرك زعيمها الفذ ان تواجده في مقدمة الشعب المجاهد سيكون له فصل الخطاب امام التجاذبات التي كانت تحيط بالنهضة الجماهيرية داخليا وخارجيا......

الثورة الاسلامية جاءت لتزلزل قواعد الامبريالية والاستكبار الاميركي وبالتالي فان قيادتها نحو الانتصار الحاسم تهون دونه التضحيات ولهذا لم يوفر سماحة الامام الخميني (قدس سره الشريف) روحه الطاهرة في هذا المسار فانتقل من ضاحية "نوفل لوشاتو" الباريسية الى طهران وهو يحمل هدف الامة الثائرة في ايران مفوتا الفرصة على واشنطن وحليفاتها من تحقيق مؤامرتها بجعل الثورة تدور في حلقة مفرغة....

كل انسان حر  انبهر بذلك المشهد التاريخي الذي صور الامام الخميني عائدا بالطائرة الى الوطن وهو بكامل الاطمئنان والسكينة يغمره الامل الكبير بتطهير ايران من دنس العمالة للأمريكان والصهاينة ، واعادة شعبها المؤمن الى حاضنة الامة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر والمؤمنة بالله ....

لقد كان شعور جميع ابناء اٌلامة وهم يعايشون ارهاصات الثورة ومخاضتاها، شعورا طافحا بالدعاء والمباركة وهم ينتظرون ما ستؤول اليه مجريات الاحداث والتطورات في ايران وذلك بلحاظ الاعداد الكثيرة من الشهداء والجرحى الذين سقطوا على اعتابها في طول البلاد وعرضها كانت هناك مخاوف كبيرة من الخطر الذي يمكن ان يتهدد الثورة وهي تحمل رسالة الاسلام وادبيات مدرسة آل البيت النبوي الشريف الداعية الى مقارعة الباطل مهما بلغت لأجل ذلك التضحيات......

فالأمة كانت وماتزال تعي ان عودة الاسلام الى الظهور على المسرح العالمي يعني نهاية المرحلة التي كان الغرب فيها يعربد في العالم كما يحلو له، فالإسلام هو دين المستضعفين وملاذ المحرومين الذين يبحثون عن الحرية والكرامة والاستقلال بعيدا عن اية تبعية او ارتهان،وازاء ذلك رأينا وشعوب الارض كافة ان عودة الامام الخميني الى ايران قد انعكست بفرحة غامرة على عموم احرار العالم الذين وجدوا في هذا الشيخ الشجاع والقائد المضحي تجسيدا لكل ما يجول في خاطر المناضلين الشرفاء الرافضين للاستكبار والساعين الى التحرر والانعتاق من ربقة زعماء القوة والمال الذين يرتاشون على دماء الشعوب وثرواتهم ومقدراتهم و بالتالي إن عودة الامام الخميني كانت مفتاح انتصار الثورة الاسلامية بعد ايام قليلة ومنطلقا للتغيير الاستراتيجي الذي تحظى به يران اليوم وفي مستويات متقدمة جدا.... (والله غالب على أمره ولكن  أكثر  الناس لا يعلمون).