الهدف الخامس للمسجد:
المسجد منطلق لتصحيح ومعالجة الأوضاع الفاسدة في المجتمع. ولاشك أن المجتمعات مشحونة بظواهر فاسدة وبظواهر منحرفة وأئمة المساجد والعلماء مسئولون عن معالجة قضايا الناس ومشاكلهم ومعالجة القضايا الاجتماعية ويحذرون الناس عن الانحرافات ويحذرون الأمة من كل ظاهرة فاسدة في المجتمع ومن كل سلوك منحرف فيه،فالمسجد هو مؤسسة لتصحيح الأوضاع المنحرفة ويجب أن يرسل إشعاعات الإسلام لتصحيح الوضع الفاسد في المجتمع حتى يؤدي دوره الرسالي في تربية الأمة وفي صياغة الأمة صياغة إسلامية متكاملة.
الهدف السادس للمسجد:
المسجد مركز يخلق التلاحم بين الأمة وبين العلماء، وتلاحم الناس مع القيادة الدينية ومع العلماء خط أساسي في نمو الأمة وتطورها وتكاملها، فإذا انفصلت الأمة عن قياداتها الدينية وعن العلماء تتيه وتنحرف وتتلاعب بها القيادات المنحرفة. وما أحوج الأمة إلى أن تتلاحم مع القيادات الدينية، والمجتمع مع علمائه وقادته الفكريين.
وفي المسجد يخلق هذا التلاحم، فالذين يرتادون المساجد يخلق بينهم وبين العلماء تلاحم وتآزر وارتباط، ومن هنا تبرز أهمية المسجد في الإسلام وضرورة وأهمية تواجد الإنسان في المسجد وباستمرار، وخلق فرصاً للارتباط بالمسجد ولا يجعل لظروفه الاجتماعية والمعاشية قدرة على أن تسيطر عليه وتفصله عن المسجد.
نسأل الله أن يوفقنا أن نكون من رواد المساجد ومن الذين يعمرون المساجد حقيقة (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله) فهذا العمران الحقيقي للمسجد وهو أن نخرج من المسجد ونحن متزودون بطاقة الإيمان والعبادة وطاقة الورع والتقوى والحمد لله رب العالمين.
إقرأ أيضا: دور المسجد في المجتمع... (2) التربية الروحية والبناء العلمي
في الحلقة الرابعة من (دور المسجد في المجتمع) سوف نتناول بأذن الله تعالى اسباب انصراف المصلين عن المساجد.