وقد تجمع في ساحة التحریر داخل بغداد وحدها، مئات الآلاف من مختلف المدن العراقیة مرددين هتاف "الموت لأمریکا"، وکانت مواقع التواصل الاجتماعی هي الأخرى التي أصبحت تحت سیطرة محبی وأنصار الشهيد سُلیماني.
ان الحاج قاسم سُلیماني البطل العظیم الذي لطالما کان یُحب أن یبقى مجهولًا، کان قائدًا عسکریًا رفیع المستوى قل نظیره، ولم یکن غزوه للقلوب مرهونًا بشخصیته وهیبته بالزي العسکري والحراس والبروتکلات، وانما لفکره الستراتیجي ودوره الشجاع وسلوکه الإنسانية؛ فهو من جنس ونسیج الشعب ولم يكن لشعبيته حدّ، لکنه في الوقت نفسه کان یُحب أن یبقى مجهولًا، وقد كتب في وصیته أن یکتب على قبره "الجندي قاسم سلیماني".
لقد جعل الله أعداءنا من الحمقى، والحکومة الأمریکیة باغتیالها الشریر والأحمق للجنرال قاسم سُلیماني والاعلان عن مسؤولیتها في هذا الاغتیال، اقدمت على تعريفه للعالم بأسره، والآن تخطى اسم الشهيد سُلیماني ومدرسته الحدود الوطنیة وأصبحا یصولان ویجولان داخل أمریکا نفسها؛ نعم، لقد أصبح اسم سُلیماني ونهجه عالمیًا، اي أن العالم قد أصبح أکثر ضیقًا وخطرًا على أمریکا وداعمي الإرهاب، وهذا بالضبط ما قاله جیك سولیفان مستشار الأمن القومی للرئیس الأمریکي المنتخب "جو بایدن" في حواره مع قناة الـ "سي ان ان" الامریکية قبل یومین، حیث صرح : إنّ اغتیال سلیماني لم یجعل الولایات المتحدة ومصالحها أکثر أمنًا مثلما تدّعي إدارة ترامب، بل ما حصل هو العکس تمامًا".
قال الجنرال سُلیماني في إحدى خطبه قبل ما یقرب من عام ونصف العام من واقعة اغتیاله، موجهًا خطابه لترامب : یا سید ترامب، أیها المُقامر! اننا ندکم، وأنتم من یبدأ هذه الحرب، ولکن نحن من سیحدد نهایتها.. اعلم! أننا أقرب إلیك مما تتخیل. نعم، لقد صدق سُلیماني، بانه لم یکن في حياته ندًا لترامب وسیاسات أمریکا في فحسب، وانما بات كذلك بعد استشهاده أیضًا، وسیُمرغُ الشهيد سُلیماني أنف نده في تراب المذلة.
بقلم السفير ناصر کنعاني - رئیس مکتب رعایة مصالح الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة في مصر