حان دور امريكا لدفع الثمن؟!

الثلاثاء 5 يناير 2021 - 12:06 بتوقيت غرينتش
حان دور امريكا لدفع الثمن؟!

مقالات-الكوثر: على اعتاب تسلّم الادارة الامريكية الجديدة مقاليد الحكم في البيت الابيض في العشرين من يناير الجاري (حوالي اسبوعين) تشهد المنطقة تسخيناً ملحوظاً في محاولة لتحريك المياه الراكدة لفرض الأتاوات او الأثمان من الجانبين الامريكي والايراني.

الفصل الاول بدأ بفتل العضلات الامريكية وتحريك القطعات البحرية وفي مقدمتها حاملة الطائرات النووية وتحليق القاذفات الستراتيجية B52 في  اجواء المنطقة ، تزامناً مع الثالث من يناير الجاري الذكرى السنوية للغارة الغادرة على مطار بغداد والتي ادت الى استشهاد القائدين سليماني والمهندس.

النتيجة كانت بالنسبة لامريكا باهتة ، لانها اعتقدت ان الايرانيين بصدد الانتقام وقد تبيّن ان الامر ليس كذلك، فالايرانيون لن يقبلوا الانجرار لردة الفعل وبالشكل الذي يريده العدو.
ولعل الرسائل الايرانية الدبلوماسية والعسكرية عِبر الوسطاء العراقيين والقطريين والروس أتت أُكلها، خاصة مع تسريبات مؤكدة من قلق (سعودي-اماراتي-بحريني) من تهديد ايراني اكيد باستهداف القواعد الامريكية على اراضيها وبقساوة عالية مما دفعها للتنصل عن مواكبة العمليات العسكرية الامريكية المحتملة ضد ايران، فإضطر البنتاغون لإصدار اوامره لقطعاته وطائراته بالانسحاب من الخليج الفارسي وإظهار ان واشنطن لا تسعى للحرب مع ايران.

الايرانيون وهم في حالة متواصلة من تراكم القوة العسكرية والتقنية على ما يبدو  إختاروا اللعب على المسرح المفتوح مع واشنطن في محاولة لترتيب اوراقهم التفاوضية وتحميل شروطهم للتهدئة امام الادارة الامريكية، التي ستكون (وليس ايران الصامدة) امام فرصة تاريخية لتصفير الأزمات وهي بحاجة اليها داخلياً ودولياً واقتصادياً في ظل تداعيات نتائج الانتخابات الرئاسية ومشاكسات ترامب والانقسام الحاد داخلياً وارهاصات جائحة كورونا المدمرة عليهم، علاوة على ازمتهم المُرَحّلة مع الصين وروسيا واوروبا.

ايران كانت اعلنت وعلى أعلى المستويات ان انتقامها من امريكا واسرائيل آت وحتمي ، وأظنها ترى ان الفرصة الان مؤاتية لتدفيع امريكا الأثمان السياسية والاقتصادية المطلوبة وإلاّ فان الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها ، وفي كل الساحات ، حتى داخل امريكا نفسها كما جاء على لسان قائد قوة القدس الجديد العميد قاآني مؤخراً.

الادارة الامريكية الجديدة من جانبها ، اراها قادرة على تخطي الانسداد مع ايران بعد اكثر من عامين من الفشل رغم حزمة العقوبات الاقصى والأقسى عليها على الاطلاق ولا من مكسب.

فواشنطن قادرة اذا ما فكرت بطريقة عاقلة وسليمة القاء اللوم والمسوؤلية على اي تفاهم يتطلب منها تنازلاً امام ايران على الحكومة  الترامبية الزائلة وبالتالي الظهور بمظهر المضطر لتصويب أخطاء السلف وإرثه السيء.

العالم سيظل حابساً  أنفاسه في الاسابيع القليلة القادمة ليرى في اي اتجاه ستمضي سفينة الاحلام واي خيار سيحسم الصفحة المتجددة من الصراع الوجودي بين معسكر المقاومة والمتمثل بالجمهورية الاسلامية وبين رمز الاستكبار والعلوّ الغربي امريكا ..

الساحة سياسياً وعسكرياً مفتوحة لكل شيء من ايران والعراق وافغانستان مروراً بمضيق هرمز الى باب المندب مروراً بالبحر الابيض فشرق المتوسط وتحديداً قبلة الاهداف اسرائيل وما أدراك ان نشهد ما نشهد داخل امريكا.
ننتظر لنرى

عامر الحسون/ باحث سياسي
٤ /١ / ٢٠٢١