ماكرون العنصري يحفر قبر فرنسا!

الخميس 22 أكتوبر 2020 - 06:05 بتوقيت غرينتش
ماكرون العنصري يحفر قبر فرنسا!

فرنسا-الكوثر: بدأ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حملة مسعورة ضد المسلمين دون تمييز في فرنسا بذريعة إقدام شاب شيشاني على جريمة قطع رأس مدرس قام بعرض صور كرتونية بذيئة، لانجرؤ على توصيفها للرسول الاكرم (ع)، مظهرا الاستاذ على انه بطل مات في سبيل الحرية!!.

صحيح ان ما فعله الشاب الشيشاني مدانٌ، لكن هل يبرر هذا فعلة القتيل الدنيئة، ولماذا يصر ماكرون على تصنيف جريمة قتله ضمن مايسميه "الارهاب الاسلامي" ولماذا يصر على تحويل الاستاذ القتيل الى بطل دون توجيه لوم له حتى عن اساءته لدين سماوي يعتنقه مليارا شخص حول العالم، ولماذا يسعر ماكرون حملة ضد الاسلام لا التطرف في مثل هذا الوقت؟!.
كان واضحا تماما ان ماكرون بدأ بحملة الاسلامفوبيا في فرنسا قبل حادثة قتل الاستاذ المسيء، من خلال دفاعه عن صحيفة شارل ايبدو المسيئة واعتباره اساءتها لرسول الرحمة حرية تعبير مقدسة ، وتشجيعه على الامعان في الاساءة للمسلمين دون مبرر.
ولم تكن الحادثة الاخيرة سوى ذريعة يستخدمها ماكرون ليضرب بها المسلمين لا التطرف كما يدعي، وإلا فإن المسلمين في فرنسا يتعرضون لأشد انواع التمييز والانتقام من قبل الليبراليين الفرنسيين وعلى رأسهم "ماكرون" الذي اختار وزير داخلية متطرف طالب بالامس بإزالة أقسام الطعام "الحلال" من المحلات التجارية في فرنسا معتبرا انها "اقسام اسلامية مقززة ومنفرة و.. و"، في حين ان هذا الوزير، على سبيل المثال، لم يعترض يوما على وجود قسم خاص للطعام اليهودي (كوشنر) على مدى عشرات السنوات في هذه المحلات.
جميعنا يعلم ان ماكرون وشركاؤه الغربيون والامريكيون هم من صنعوا التكفير والتطرف، ونحن لانقول تبليا، بل ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اعترف بعظمة لسانه بذلك، وقال بأن السعودية دعمت هؤلاء بملايين الدولارات لتسليحهم واستخدامهم في محاربة الشيوعية في افغانستان وفي جميع انحاء العالم بأوامر امريكية واوروبية وعندما انتهت مهمتهم تم التخلي عنهم، وخير دليل على هذا ان جميع المساجد التي تتهمها فرنسا بنشر التطرف بناها وأشرف عليها وعين ائمتها ودعمها الخليجيون، "حلفاء فرنسا" في تجييش التكفيريين وارسالهم الى افغانستان وسوريا وليبيا و.. و...
ألم يذهب رئيس الوزراء الفرنسي ونظيره البريطاني انذاك ديفيد كاميرون إلى بروكسل لاستصدار قرار برفع حظر السلاح عن سوريا لتمكين الارهابيين من الحصول عليه وتدمير سوريا بأسرع وقت ممكن، وبعد ان فشل هؤلاء التكفيريون ما الذي فعله بهم الغرب؟ اسقطوا جنسياتهم ومنعوهم من العودة وماتزال سجون "قوات سوريا الديمقراطية" مليئة بهم.
وهل يصدق أحد ان فرنسا أرادت عبر قصف ليبيا واسقاط القذافي نشر الديمقراطية في هذا البلد؟ بالطبع لا، بل إنها كالعادة استخدمت التكفيريين لتسرق نفط ليبيا هي وشركاؤها الغربيون وتحفظ مستعمراتها في افريقيا.
ما يفعله ماكرون ضد المسلمين الذين عاملتهم الحكومات الفرنسية المتعاقبة بعنصرية في العمل والصحة والتعليم وابقتهم فقراء ومهمشين، لا يدخل إلا ضمن لعبة انتخابية يدفع ثمنها الفرنسيون المسحوقون من أصحاب الدين الاسلامي الحنيف، حيث يحاول ماكرون استعادة بعض من شعبيته التي خسرها امام منافسته زعمية الجبهة الوطنية مارين لوبان، ماقد يهدد بخسارته الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، دون ان يلقي بالا الى ان ما يفعله لا يضرب أبسط القيم الانسانية فحسب بل يهدد السلم الاهلي ويفجر الكراهية والنزاعات في البلاد.
ومن الواضح ان الطريقة الترامبية في إدارة الامور والتهديد بحرب أهلية انتقلت الى ماكرون الذي يحاول منافسة لوبان بالتطرف، فلو كان ما يفعله ماكرون صحيحا، فلماذا لم تغلق بقية الدول الاوروبية المساجد ولماذا لم تمنع الحجاب ولماذا لم يضايقها "الطعام الحلال"؟!، بالتأكيد ليس حبا في المسلمين، وإنما خوفا من ضرب السلم الاجتماعي وتهديد أمن واستقرار بلادهم.

علاء الحلبي