واعتبر الامام القائد فترة الدفاع المقدس جزءا من الهوية الوطنية للجمهورية الاسلامية في تأكيد من سماحته بوجوب الحفاظ على تراث ايران المقاوم بوجه الاستكبار الغربي والشرقي في ثبات سجل فيه الشعب الايراني المجاهد شجاعة لا توصف وارادة عالية في الصمود امام تلك الحرب التي اشتركت فيها اميركا والاتحاد السوفيتي وحلف الناتو وبعض الدول المطلة على الخليج الفارسي الى جانب نظام صدام المقبور بهدف اسقاط المشروع الاسلامي التحرري الفتي والاتيان بحكومة عميلة تنفذ اوامر الامبريالية العالمية.
من الواضح ان ما جاء في كلمة قائد الثورة المعظم يشكل درسا بليغا ونهجا استراتيجيا لا يختص بايران فحسب وانما يشمل ايضا جميع قوى التحرر المناهضة للعدوان والغزو والاحتلال في العالم الاسلامي، سيما وان التحركات الاستكبارية الراهنة في المنطقة تعزز الاعتقاد في ان الجمهورية الاسلامية باتت هي العقبة الكأداء امام البلطجة الاميركية الصهيونية في غرب آسيا، بدليل ما تتعرض له من تكالب وحشي بغيض يستهدف الانتقام منها نتيجة تسببها في سلسلة الهزائم التي منيت بها الولايات المتحدة طيلة الفترة السابقة.
اليوم وحينما يتعلق الامر بالاقتدار والصمود فان الانظار كلها تتوجه الى الجمهورية الاسلامية وهي تحث الخطى في مسيرة التطور والابداع والجهوزية الدفاعية والعمل الدبلوماسي، ولا شك في ان هزيمة اميركا في تمديد الحظر التسليحي على ايران، دليل قاطع على تعاظم مكانة طهران وسمعتها سياسيا ودبلوماسيا حتى غدت الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب مضربا للسخرية وانتقاص الهيبة وتلقي الضربات الموجعة في الصميم.
المراقبون والخبراء بشوؤن المنطقة يرون ان الجمهورية الاسلامية استطاعت ان تحول جميع الضغوط واشكال الحظر والحصار عليها منذ الحروب المفروضة عام 1980 الى وقتنا الحاضر الى فرص وانجازات ومكاسب يشهد بها الاعداء قبل الاصدقاء.
وقد جعلت ايران من ذلك رصيدا ونهجا جهاديا يخدم الاهداف الاستراتيجية والمصيرية للامة الاسلامية كافة وهو ما تجلى في تمكين قوى محور المقاومة من افشال المخططات الاستكبارية الرامية الى إعادة خارطة المنطقة بما يخدم المشروع الصهيوني والغطرسة الاسرائيلية.
لقد كشفت تطورات الاوضاع العالمية قدرة ايران السياسية على اجهاض مختلف المؤامرات الاميركية طوال العقود الاربعة الماضية وآخرها الهزيمة التي الحقتها الجمهورية الاسلامية بواشنطن في مجلس الامن الدولي والتي جعلت صناع القرار في البيت الابيض والخارجية يفقدون صوابهم ويطلقون مواقف هزيلة استخف بها حتى حلفاؤهم الاوروبيون.
فقد اصدر منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل بصفته منسقا للاتفاق النووي بيانا يوم الاحد 21/9/2020 دحض فيها مزاعم الولايات المتحدة لاستئناف الحظر الدولي ضد ايران مؤكدا التزام بقية الاطراف باتفاق فيينا النووي الموقع في 14 تموز 2015 والذي يتضمن رفع الحظر التسليحي عن ايران.
وبمناسبة الحديث عن قوة الجمهورية الاسلامية فان من الاهمية بمكان اخذ التحذيرات الايرانية من مغبة توفير موطئ قدم للعدو الصهيوني في الخليج الفارسي، مأخذ الجدّ. وليعلم الحكام العملاء بان مساعيهم المعادية لن تمر وهي مكشوفة اليوم كما كانت مكشوفة خلال فترة الدفاع المقدس قبل 40 عاما .فالشعب الايراني لم ينس هذه الخيانة التاريخية وسيكون له الرد اللازم في الوقت المناسب.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي