ويتحدث تاريخ هذه المؤسسات عن انها لم تكن يوما مع الحق وانها وعلى رأسها الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ومجلس حقوق الانسان والوكالة، عبارة عن ادوات لتنفيذ الاملاءات الاستكبارية الرامية الى اخضاع الامم والشعوب. وكنموذج صارخ فقد شرعنت اغتصاب فلسطين ولم تدافع عن شعبها المضطهد الذي شرِّد من ارضه ودياره بعد المجازر الصهيونية التي طاولت الأبرياء على مرأى قوات الاستعمار البريطاني عام 1948.
لقد ادان مجلس الشورى الاسلامي قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقال رئيس البرلمان الدكتور محمد باقر قاليباف انه لا يجوز للوكالة تجاوز الاطر القانونية تحت اي ظرف.
لقد اخضعت ايران منشآتها النووية لتفتيش فرق الوكالة التي لم تجد اية علامات مثيرة للشكوك وكانت تقاريرها الفنية والتخصصية ايجابية الى ما قبل الوقت الذي نقضت فيه اميركا بزعامة دونالد ترامب الاتفاق النووي، الامر الذي جعل دول الترويكا الاوروبية وهي فرنسا والمانيا وبريطانيا تتخلى تدريجيا هي ايضا عن التزاماتها مع ايران، حيث تمخضت مواقفها عن القرار الاخير للوكالة التي يلزم الجمهورية الاسلامية تفتيش منشأتين نوويتين في ايران دون الالتزام بالاطر القانونية المتفاهم عليها.
ان المسألة ببساطة تتعلق بآليات عمل علمية ومنتظمة اقرت بها قوانين الوكالة، فلماذا يريدون ان يفرضوا على الجمهورية الاسلامية قرارات تستهدف القفز عليها بناء على مزاعم جاسوسية ومعلومات لا اساس لها من الصحة ولايعتد بها وذلك ارضاء لاهداف الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الابتزازية.
ولحسن الحظ فان تقارير الوكالة الذرية السابقة لم تثر شبهات وملابسات معينة، ولذلك فان القرار الاخير كيدي حتى النخاع وقد تم تداوله ليخدم الضغوط الاميركية الرامية الى جرِّ الجمهورية الاسلامية قسرا الى طاولة المفاوضات، وهو امر محظور تماما في السياسات الايرانية العليا وقد اكده رئيس مجلس الشورى الاسلامي امس في كلمته تحت قبة البرلمان.
مما يؤسف له ان دول الترويكا الاوروبية المشاركة في بلورة الاتفاق النووي وتوقيعه ارتضت لنفسها الوضاعة والانحطاط والتنصل من تعهداتها تماشيا مع اوامر الولايات المتحدة ومواقف دونالد ترامب الخرقاء، الامر الذي يعكس انها دول ذليلة ولا تحترم العهود ودمى تحركها واشنطن كيفما تشاء لتحقيق مآربها التسلطية، الشيء الذي علق عليه المتحدث باسم وزارة الخارجية السيد عباس الموسوي قائلا: ان سلوك الاوروبيين مزدوج وغريب وخاصة المانيا وفرنسا وبريطانيا حيث اظهروا انهم غير جديرين بالثقة، وقد دخلوا في لعبة مريبة وخطيرة.
نحن بالتاكيد نعيش في عصر انعدام المعايير الحضارية والاخلاقية ونتيجة لذلك تقرر جهة مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما يحلو للسياسات الاميركية والاوروبية والاسرائيلية عبر اختلاق الاتهامات والاكاذيب لتبرير قراراتها الباطلة.
من المؤكد ان الجمهورية الاسلامية صامدة صمود الجبل الاشم الذي لن يهتز بالعواصف العاتية. فقد تجاوزت ايران مختلف الضغوط الخارجية وبرهنت انها عصية على الابتزاز والحصار وهي اليوم وبعد الهجمات القاصمة على القواعد الاميركية في عين الاسد والحرير، اقوى من اي وقت مضى.
حميد حلمي البغدادي / كاتب واعلامي