أمريكا التي تطارد مسؤولين وشخصيات دولية متورطة في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية تنفيذا لاحكام صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، تصف الان هذه المحكمة بإنها "محكمة زائفة" لمجرد انها حاولت التحقيق في الشكاوى التي وصلتها من افغانستان بشأن الفظائع التي ارتكبها الجيش الامريكي هناك، ووصف "الزائفة" جاء على لسان وزير خارجية امريكا الفاشل مايك بومبيو، عندما قال، تعقيبا على قرار المحكمة ملاحقة الجنود الامريكين المتورطين بجرائم حرب قضائيا، :"لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي في الوقت الذي تهدد محكمة "زائفة"جنودنا".
استهداف المحكمة الجنائية من قبل ترامب هو استهداف لسيادة القانون في العالم، فترامب يعلن، من خلال فرضه عقوبات على القانون الدولي، وبصوت عال؛ ان امريكا فوق القانون وان لا قيمة لمن يقتله الامريكيون ليس في افغانستان فحسب بل في العالم اجمع.
العنجهية الامريكية اثارت حفيظة العالم اجمع ، فقد اعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش، ان "تجميد الأصول وحظر السفر ينبغي ان يكون لمنتهكي حقوق الإنسان ، وليس أولئك الذين يسعون لتقديم منتهكي الحقوق إلى العدالة"، فيما اعتبر رئيس مجلس الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية القاضي اوغون كوون الاجراء الامريكي بانه "يعرقل جهدنا المشترك لمكافحة الإفلات من العقاب وضمان تنفيذ الالتزام بالمحاسبة على الفظائع الجماعية".
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قال في تغريدة على حسابه الرسمي على “تويتر” : أن المحكمة الجنائية الدولية تتعرض للابتزاز من قبل مجموعة من المتمردين على القانون، متنكرين بزيّ دبلوماسي، وتساءل عما يجب أن يجري أكثر من هذا ليستيقظ المجتمع الدولي وينتبه لتداعيات التماشي مع تلك البلطجية".
ان محاولة التستر على جرائم الجنود الامريكيين، عبر فرض عقوبات اقتصادية على موظفي المحكمة الجنائية الدولية المعنيين بالتحقيق مع مسؤولين أمريكيين، وعبر تعليق إصدار تأشيرات دخول لهم ولعائلاتهم الى امريكا، كما حصل في العام الماضي عندما ألغى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تأشيرة دخول المدعية العامة للمحكمة فاتو بنسودا، وهدد كذلك بإلغاء تأشيرات الدخول لأي شخص "متورط"! في التحقيق مع مواطنين أمريكيين، يجب ان تكون جرس انذار لكل العالم، ازاء تمادي امريكا في استغلال نفوذها الاقتصادي وقوتها العسكرية من اجل فرض اجندتها على العالم، ومن الضروري، بل ومن الحكمة، ان نقول كما قال رئيس الدبلوماسية الايرانية ظريف: "من ينبغي أن يتعرض للترهيب بعد، لكي يدرك المتماهي مع الولايات المتحدة أنه سيأتي الدور عليه في المرة المقبلة".