وتفاجأت الدول الأوروبية من التهديدات التي صدرت عن البيت الأبيض ضد السفن الإيرانية، بعدما هددت بحصار شبيه بما وقع للسفن السوفياتية عندما أرادت نقل صواريخ نووية الى كوبا مطلع الستينات. ومرد هذه المفاجأة الى أن التهديدات الأمريكية هي قرصنة حقيقية في وقت يعد انتشار السفن الحربية الأمريكية لضمان الملاحة العالمية.
ويعد وصول السفن الإيرانية الى فنزويلا نجاحا كبيرا نظرا لرمزية التحدي، فقد شكلت إيران أكبر امتحان للأسطول الرابع الأمريكي الذي كان الرئيس باراك أوباما قد أعاد تشغيله بعد عقود من إلغاءه. وأعاد البنتاغون العمل بالأسطول الرابع بعد تغلغل الصين وروسيا في أمريكا اللاتينية وبالخصوص روسيا التي وجدت قواعد غير معلنة في فنزويلا.
وكان التدخل العسكري الأمريكي ضد السفن الإيرانية أول امتحان حقيقي لهذا الأسطول، ولم يحدث بسبب عدم رغبة البنتاغون الانجرار وراء البيت الأبيض من جهة، وبسبب وجود القطع العسكرية البحرية الأمريكية في شمال أوروبا في مناورات للضغط على روسيا. ويضاف الى كل هذا، تخوف البنتاغون من رد إيراني في الخليج الفارسي.
ولعل الضربة الرمزية الأخرى التي وجهتها إيران الى الولايات المتحدة، أنه يوجد ضمن الصادرات مادة البنزين، ولم تكن إيران تنتج البنزين حتى السنوات الماضية، بل كانت تستورد جزء منه بسبب العقوبات المفروضة عليها. وبعد تشديد الحصار، نجحت طهران في في تحقيق الاكتفاء الذاتي ابتداء من صيف 2018 وبدء التصدير الى الخارج، وتعد فنزويى المستفيد الأول من التكنولوجية الإيرانية.
رأي اليوم