فالعالم كله يستذكر ذلك الانتصار العظيم الذي حققه حزب الله المجاهد على الجيش الاسرائيلي المتغطرس ويتذكر كيف ان صواريخ الردع اللبنانية دكت حيفا وتل ابيب والصفد في فلسطين والتي اجبرت العدو الصهيوني على الانسحاب خاسئا من مناطق شاسعة في جنوب لبنان بعد احتلال دام حوالي 20 عاما.
لقد وحد انتصار 25 أيار عام 2000 مواقف الشعوب الاسلامية والعربية وهي ترى انهيار ما قيل عن اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يهزم ،حيث برهن المجاهدون الابطال ان العدو الصهيوني هو نمر من ورق وان ادعاءاته جوفاء وانه قابل للهزيمة لو تكاتفت الامة على موقف متماسك.
ولا ننسى ونحن نحتفل بهذه المناسبة الخالدة تهافت اميركا والدول الاوروبية على عواصم سوريا ومصر ولبنان وبلدان خليجية للعثور على مخرج للصهاينة من هذه الازمة التي اخذت بتلابيب "اسرائيل" وجعلتها تترنح وتتزلزل تحت وقع ضربات المقاومين المؤمنين.
ويرى المراقبون ان تزامن عيد التحرير والمقاومة مع ذكرى يوم القدس العالمي هو دلالة واضحة على ان زمن الهزائم قد ولى وان زمن انتصارات الامة قد بدأ في اشارة الى ان القدس ستبقى قبلة المقاومين وبوصلة نضالهم من اجل تحرير كامل الاراضي العربية المحتلة وطرد الصهاينة المستوطنين منها بشر هزيمة.
من الثابت ان ذكرى 25 ايار السعيدة فضحت ايضا كل المتآمرين والمتواطئين واعادت نبض الشارع من جديد حتى اصبحت كلمة المقاومة شعارا للامة التي اريد لها الانجرار والوقوع في فخ التطبيع مع العدو الصهيوني على الرغم من انه يحتل فلسطين والمسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
لقد اطلق سيد المقاومة سماحة العلامة المجاهد السيد حسن نصر الله مقولة مدوية في بداية العام الجاري يشير فيها انه سيصلي في القدس الشريف، وهو ما يعني ان محور المقاومة يملك في جعبته الكثير من الخيارات والمفاجآت التي سوف تجعل "اسرائيل" مرغمة على الانسحاب من كامل الاراضي التي احتلتها عام 1967 في وقت قريب ان شاء الله تعالى.
وقد ثنّى سماحة ولي امر المسلمين الامام الخامنئي قائد الثورة الاسلامية (دام ظله) على تصريح سيد المقاومة الجريء قائلا: (مادام السيد نصر الله يقول انه سيصلي في القدس فانه سيفعل ذلك حتما).
ان الجمهورية الاسلامية اذ تحيي ذكرى 25 ايار وتبارك لجبهة المقاومة بهذه المناسبة المشرقة، تقف بكل قدراتها المتطورة الى جانب الامة الاسلامية ومجاهديها الغيارى الذين نذروا انفسهم لمواجهة تحركات الاستكبار الصهيواميركي ، والذين تصدوا ببسالة وايمان للمؤامرات المشبوهة ومنها فتنة داعش واخواتها والجمهورية الاسلامية وصلت بحمد الله الى مراتب عالية في العلم والتقانة التسليحية الدفاعية والهجومية وهي لن تدخرها لنفسها فقط، بل تضعها في خدمة المناضلين الشرفاء والمقاومين الاشاوس الذين يعرفون كيف يلوون عنق العدو الصهيوني المجرم ويسددون اليه الضربة القاضية.
بقلم الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي