الرئيس ترامب اجتَمع مرّتين بالزعيم الكوريّ الشماليّ، الأولى في سنغافورة، والثّانية في هانوي، العاصِمة الفيتناميّة، ولم يحصل فيهما على تنازلٍ واحدٍ، حتّى أنّ الصّحافة الأمريكيّة نشرت مقالات ساخِرة قالت فيها إنّ كيم جونغ أون خدَع الرئيس ترامب وحوّله إلى أُضحوكة.
قبل أسبوعين فقط ظهَر الرئيس الكوري الشمالي وهو يُشرِف على إطلاق صواريخ بحَريّة متوسّطة المدى في ردٍّ على مُناوراتٍ أمريكيّةٍ كوريّةٍ جنوبيّةٍ، وللتّأكيد أنّه ما زال يسير قُدمًا في تجاربه النوويّة والصاروخيّة، وبعد هذه التّجربة الصاروخيّة خرج الإعلام الأمريكيّ بتقاريرٍ عن وضعه الصحّي الحَرِج بل حتّى وفاته والبحث عن البَدائل لخِلافته ومن ضمنهم شقيقته الصّغرى التي تُوصَف بالمرأة الحديديّة.
سبب كُل هذه الشّائعات والقِراءات غير الدّقيقة فيها غِياب الزعيم كيم عن مراسِم الاحتفال بعيد ميلاد جدّه كيم أيل سونغ، مؤسّس كوريا الشماليّة، وزاد من حدّة هذه الشّائعات تجاهل سُلطات بيونغ يانغ لها كُلِّيًّا وعدم إعطائِها أيّ اهتمام.
الزعيم كيم يبلغ من العُمر 36 عامًا، ويوصف بأنّه مُدخِّنٌ شَرِه، ويعمل حواليّ 16 ساعة في اليَوم على الأقل، ولكنّ الافتِراض بأنّه توفّى بعد عمليّة جراحيّة في القلب يَعكِس أمنيات الرئيس ترامب، أكثر ممّا يَعكِس وقائع حقيقيّة، فكيف عرفت الأوساط الأمريكيّة بهذه العمليّة الجراحيّة، وكُل أجهزة المُخابرات الأمريكيّة فشِلَت في معرفة نوايا الزعيم الكوري قُبيل اجتِماع قمّتيه مع الرئيس ترامب، وتحوّل الأخير إلى أُضحوكةٍ حتى أنّه غادر الاجتِماع الأخير في هانوي غاضِبًا، دون أن يَأخُذ قِسطًا من الرّاحة بعد 13 ساعة طيَران.
لا نَعرِف، مِثل غيرنا، أيّ معلومات عن صحّة الزعيم الكوري الشمالي، ولا نعتقد أنّ طائرة التجسّس التي أطلقتها المُخابرات الأمريكيّة فوق إقليم جيونجي الحُدوديّ مع كوريا الجنوبيّة، ستنجح في مَهمّتها أيضًا، وكُل ما نعرفه أن هذا الزّعيم المُبَطبَط الوجه الدّاهية الذي خدَع ترامب مرّتين سيظَل شوكةً مُؤلِمَةً في حلق الرئيس الأمريكيّ، ومصدر قلقٍ له، وتهديد لدولته لأنّه حقّق الرّدعين النوويّ والصاروخيّ، وجعل من كوريا الشماليّة، رغم الحِصار، قوّةً نوويّةً لا تخاف التّهديدات الأمريكيّة ويجب أخذها بعين الاعتِبار.
المصدر: راي اليوم