السيد محمد رضا الجلالي
وأنا بين الجماهير المتوجّهين إلى الحرمين الشريفين في كربلاء المقدّسة بمناسبة يوم الأربعين الشهير، سُئلتُ:
ما هو دورُ الأربعين بين الشعائر الدينيّة، في إحياء ذكرى عاشورا؟
إنّ الإمام الحُسين (عليه السلام) خلَّد بتضحياته أُموراً عظيمة، نذكر بالمناسبة أمرينِ خالدين في حياة الأُمّة، يقومانِ على عاتق كُتْلتين واسعتين؛ هما: المستضعفون، والثوّار المجاهدون.
والأمران:
الأوّل: الألمُ والحزنُ لما جرى على الحسين وأهله وأصحابه من المآسي والمصائب، بكلّ عُنفٍ ووحشيّةٍ لا مثيل لها في تاريخ الإسلام، بل في تاريخ الدنيا، حتّى أبادوا كلّ من كانت له قدرة على الدفاع، فلم يبقوا منهم أحداً، فقضوا عليهم أجمع.
والأمر الآخَر، هو: النِضال المستميت والشجاعة والبطولة والفداء، التي قدّمها الحسين ومَنْ معه، في سبيل الهدف السامي، في تلك المعركة غير المتكافِئة عُدّةً وعدداً، حيث الإمام ومن معه حوالي المائة، في مواجهة ما لا يقل عن ثلاثين ألف من الأعداء الألدّاء.
لكنّ الحسين ومَنْ معه قاوموا بما عندهم من قُوّة، وجاهدوا مُستميتين وكانوا يتسابقون إلى «منحر الشهادة» بكلّ بَسالة ورشادة.
فأصبحت قضيّةُ الحسين (عليه السلام) بالأمر الأوّل: عَبْرةً للمستضعفين في الدُنيا، وللمؤمنين خاصّة الّذين عرفوه إماماً، وسبط رسول الله، وسيّد شباب أهل الجنّة.
وأصبح الحسينُ (عليه السلام) ومن معه بالأمر الثاني: عِبرةً للثوّار المجاهدين في سبيل الحرّية والعدل والإصلاح في الدنيا وعبر التاريخ، وبالأخصّ الذين اعتقدوا بالحسين قُدوةً وأُسْوة.
والكتلتان ـ المستضعفون، والثوّارـ يُكَوّنون الأكثريّة الساحقة دائماً.
بينما الحاكمون وأصحاب السلطة والقُدرة والإمكانات، هم ـ دائماً ـ أقليّة عَدَداً، وأن كانوا الأملك للعُدّة والمالَ.
وعند المواجهة بين الأكثرية والأقلّيّة؛ تلجأ الأقلّيّة إلى ما يملكون لتشتيت الأكثرية وتفريقهم من أجل السيادة عليهم، ، ولو بالقوّة والقسوة وبمعونة جمع المرتزقة والمجرمين.
والأكثرية، وإنْ كانوا عُزّلاً، لا يملكون ما يكفي من المال والسلاح، إلّا أَنّهم يملكون الأعَزّ والأقوى من ذلك، وهو الأمَل بما وعدهم الله من النصر، والاعتماد على سلاح الإرادة التي وضعها الله في فِطرتهم!
ومهما طالَ أمدُ المستكبرين، فإنّ أجالهم في إرادة الأكثرية من الأُمّة وعزمهم، فلو أرادت الأقلية القضاء عليهم، لكان ذلك هو القدر الذي عَبَّر عنه الشاعر:
إذا الشعبُ يوماً أراد الحيا
ة فَثَمّ القضاءُ وثَمَّ القَدَر
والمستكبرون ـ رغم تظاهرهم بالقُدْرة! ـ فهم دائماً يهابُون الناس، لكون الناس هم الأكثرية، ولهم عواطف يتفاعلون معها، ولهم إيمانٌ يندفعون به، والمستكبرون: لا عواطف، ولا إيمان.
يدلّ على ذلك التاريخ
فإنّ الحكّام الظلمة يعتمدون على السلاح والنار، وقوّتهم تنحصر في ذلك، لكنْ السلاح إنّما تصنعه إرادة الإنسان، وهو إلى النفاد والعطل، والنار تطفئها الماء، وهي إلى الخمود والبرود.
أمّا العقيدة التي يتسلّحُ به الناس والإرادة التي يستندون إليها، فهي إلى الثبات والاستحكام، والعاطفة إلى الغليان والتجيُّش.
وقد شهد التاريخ ـ أيضاً ـ أنّ السلطات الأقسى، كانت إلى السقوط أسرع، وفي الهوان أوقع.
والثوّارُ ـ وهم من الناس المستضعفين ـ تميّزُهم ثِقافتهم ونشاطهم وتقدّمهم ودخولهم في مواجهة الأخطار، وتعرّضهم للحكّام والسلطات بما يمكنهم وما يملكون من قوّة، ويقدّمون الشهداء ـ الذين هم شموع مضيئة على طريق الانتصار.
فهم بلا ريب الجناح الآخر الذي يحقّق ما خلّده الإمام الحسين (عليه السلام) بين الأُمّة، وهم ـ بلا ريب ـ أعزّة، وأدوات فاعلة في تنوير الناس، وإثارة عواطفهم، وشدّ عزائمهم، لكنّهم يواجهون أخطاراً في حركاتهم، أهمّها:
أنّهم معرّضون مباشرة لقسوة الطغاة، وإحصائهم، وتشريدهم، والقضاء عليهم، بأساليب القمع والقتل، كما هو المشاهد في أكثر الحالات.
أنّهم معرّضون إلى خطر الانزلاق في هُوّة اليأس والإحباط عند طول المدّة، وبُعد الانتصار، ودوام الانتظار، من جهة.
وبَعدَ الانتصار ـ أيضاً ـ يواجههم خطرُ الانشغال بالدُنيا، والانعطاف إليها، والاغترار بالسلطة والمال والمقام والمنال، والانقلاب على الأعقاب.
فقلّما أخبر التاريخ عن بقاء المنتصرين على طريقهم الأوّل، بل سرعان ما انقلب أكثرهم وارتدوا حتّى على الأهداف التي رسموها، وناضلوا من أجلها.
وهذا الأكثر يقف في وجه الأقل ذلك، إذا أراد الأقلُّ البقاء على السيرة الأُولى، فتبدأ الخلافات، وتدبّ الانشقاقات بين «الثوّار».
وإذا بقي المقاومون ـ الأقل ـ وحدهم، استهدفهم الأعداء، والمنافقون، وبقيّة السلطة السابقة، وأفنوهم بالاغتيالات، والاتّهامات التي أشدّ من الموت. وحتّى الأكثر من الثوّار يُحاولون إزاحة الأقل، لأنّهم يعدّونهم ـ حجر عثرة ـ أمام طموحاتهم وأُمنياتهم ورغباتهم وشهواتهم، فالأكثر اليوم سلطة جديدة بل بلغوا درجة السلطة القديمة، لكنّهم يحملون شعار الجهاد والشعب والدين! و اسم الحسين! ويعتبرون أنفسهم الولاة على المستضعفين!
يحتجون بأنّهم جاهدوا، وعملوا، وناضلوا ونالوا العذاب والسجون والإبعاد، وها هم بلغوا مُناهم بالانتصار، فلهم ان يستفيدوا من نتائج نضالهم المرير العسير.
لكنّهم نسوا كلّ الأهداف الكبيرة التي حدّدوها، ونسوا المستضعفين الذي تحرّكوا باسمهم، واعتمدوا عليهم بل على أكتافهم وأعدادهم تسلّقوا وصعدوا.
وإذا فشِلت كتلة الثوّار من تحقيق الهدف الأسمى الذي خلّده، وقتل من أجله من قتل من الأنبياء والمرسلين، والأئمّة، والعلماء والشهداء فالثقل يقع على المستضعفين لوحدهم، وهم الّذين يعتمدون على العقيدة والإيمان، فلا عُدّة لهم ولا مال سواهما غير العاطفة كما قلنا: وهي لا يخمد نارها، ولا يبرد أوارها ولا يقلّ أصحابها، وهم القانعون بما يملكون من دون طمع في الدنيا ولا سلطانها فالحسين في وجدانهم حُرْقة لا تبرد، وحرارة لا تُطفأ، وحياة لا تعرف الموت، يعيش في ضمائرهم، فيبكونه أبداً، ما دامت في عُيونهم دمعة، وسيرة الحسين في طريقهم شمعة.
ويبذلون في حقّه الدماء، ما دامت في عُروقهم قطرة، وفي أجسامهم قوّة.
إعلاناً منهم بأنّهم يقدّمون أرواحهم فداءً للحسين وأهدافه، ويعملون ما عندهم من جهود في سبيل استمرار ذكره وفكره وانتشار علومه ومعارفه.
وها هم يتّجهون إلى الحرمين وبينهما، ويُهرولون حفاةً، ليدلّلوا على الاستعداد لكلّ شيء أن يفعلوهُ في سبيل الحسين ونهضته المقدّسة.
وإذا قرأنا التاريخ
نجدْ أنّ المستكبرين الطغاة جهدوا في عصورهم الطويلة، وسعوا بما يملكون من المكر والحيلة لإخماد حركة المستضعفين في طريق الحسين، وإطفاء نور نهضته المقدّسة، فلم يزد الظالمين إلاّ خساراً وإنّما زاد نار الناس أواراً، بدأً بالأمويين، إلى العبّاسيّين، ومنهم المتوكّل الذي حرث أرض كربلاء ليمحوَ أثر المرقد، فباد بالفشل.
وكُلّما حاولوا منع اتّجاه الناس إلى المرقدين والحرمين، لم ينقصوا منهم بل زادوهم كثرة وكثرة وكثرة، حتّى أصبح المُشاة على أقدامهم من جميع قطاعات الشعب وأصنافهم، متّجهين إلى كربلاء ومن مختلف أقطار العالم وبلدانه، ما ناهَزَ الملايين!
وهذا تاريخ العراق المعاصر، الذي احتلّته عصابة النواصب، أحفاد جنود هولاكو الذين خلّفهم في تكريت والأنبار، وعلى يد السفّاح السفّاك طاغية تكريت: شنّ هجوماً على الشعب الحسينيّ في كلّ العراق، وقتل منهم ـ طوال حكمه ـ ما يقرب من (ستّة ملايين) شخصاً، سوى ما جابههم من العذاب، بالاعتقالات والاغتيالات والسجون و التهجيرات والمصادرات، وزجّهم في أتون الحروب الخارجيّة، بروحٍ خبيثة طائفيّة، وحتّى قصف المدن - وبالخصوص مدينة الحسين (كربلاء المقدّسة)- وحتّى قتل اللاجئين إلى مرقد الحسين (عليه السلام) حيث هاجمهم داخل الحرم الحسيني الشريف وأرداهم قتلى شهداء، وآثار جرائمه موجودة في جدران المرقد المقدّس.
أضف إلى هدم المساجد والمدارس الدينية التي ناهزت العشرين، ومقرّات مواكب العزاء المعروفة باسم «الحسينيات» وتحطيم أدوات العزاء من الأعلام والطبول والأثاث والرياش. وقصف المدينة بكاملها قصفاً عشوائيّاً بالصواريخ والقذائف والهاونات.
إنّ ما قام به هذا الوحشيّ الناصبيّ، بجنوده الوحوش من تكريت والأنبار وما والاهم من النواصب، كان بهدف اجتثاث ذكر الحسين (عليه السلام) وإزالة شعائره، وإزالة وجوده من مشاعر الناس المستضعفين!
فهل تمكّن من ذلك؟ كلّا، كما لم يتمكّن سلفه الطالح من آل أُميّة ومروان والعبّاس وعثمان الأتراك! فلم يتمكّنوا من اقتلاع حُبّ الحسين من قلوب الناس.
بل نرى أنّ المستضعفين في كلّ بلاد العالم المعاصر من أعلى الشمال إلى أدنى الجنوب، ومن منطلق الشرق إلى منتهى الغرب، على اختلاف مِللهم وأديانهم ومذاهبهم وفرقهم، قد استيقظوا وانتبهوا إلى نهضة الحسين (عليه السلام) فتراهم توجّهوا إلى كربلائه وحرمه ومرقده، أفراداً وزرافات ومُشاةً وركباناً، ليتزوّدوا من روح الحسين (عليه السلام).
إنّ هذه المواكب التي بلغ عددها هذه السنة (6331) موكباً من داخل العراق وخارجه، مظاهرة عظيمة ـ قلّ مثيلها في العالم ـ من حيث الكمّ المشارك، ومن حيث الكيف باحتوائه لجميع أطياف المجتمع باختلاف أجناسهم وألوانهم وأديانهم ومذاهبهم.
فتجد في المشاركين من الرجال والنساء والأطفال والشباب، فهم يمثّلون «جيشاً» عرمرماً جبّاراً.
وأهمّ ما فيه أنّه اجتمع وتهيّأ بدون دعوة داع، أو صوت نداء، أو ترتيب جهة معيّنة، وإنّما يقوم به الشعوب بطوع إرادتها وترتّبه بإدارتها، ويؤدّون واجباتها.
والمشاة منهم من البعد والقرب، من داخل العراق وخارجه، يعدّون بالملايين.
إنّ هذه الظاهرة العظيمة الفريدة في عصرنا، لهيَ أكبر شاهد على ما ذكرنا من أنّ ما خلّده الحسين (عليه السلام) بنهضته العظيمة، يقوم على أكتاف المستضعفين من الأُمّة.
وأمّا الثوّار
فقد أدّوا ما عليهم في مختلف الأدوار، حيث تحرّكوا بشعار «يا لثارات الحسين» بدأ بالتوّابين الأبرار، ومروراً بالمختار المغوار، وزيد الشهيد أبي الأحرار، وبالسادات الأخيار مثل الحسين الفخّي، وسائر بني النبيّ المختار عليهم صلوات الله.
فقدّموا التضحيات الكبار، لتخليد اسم الحسين (عليه السلام) ونهضته، وتبعهم الشيعة الكرام في كلّ المدن والدول التي حَلُّوا بها أو أقاموا بها أو مرّوا بها.
وأمّا في عصرنا
فالمجاهدون الذين قاوموا طاغية العراق لفترات طويلة، وقدّموا شُهداء عظاماً من أهل العلم والمعرفة والفضيلة، فقد بلغوا ـ بعون الله، وعلى أيدي وأكتاف وأعين الشعب العراقي الجليل ـ إلى سُدّة الحكم والسلطة وفّقهم الله ليقدّموا للشعب المظلوم الأهداف التي أعلنوها، وما يليق بالعناوين التي سمّوا بها أحزابهم والوعود التي أطلقوها، وبالخصوص ما يرتبط بإثارة شعار الحسين ونهضته، فلا يتركوا الناس بمفردهم بما يلزم لإقامة الشعائر من دون دَعْم الدولة وأجهزتها مادّياً ومعنوياً، ولا يفسحوا المجال للمثقّفين المدّعين للحرّية والمدنيّة والديمقراطية بالتعدّي على مواهب الشعب وشعوره وعواطفه تجاه الشعائر الحسينية والمراسم والمواكب، فإنّ الشعب الحسينيّ سوف يكون بالمرصاد لمن يمسُّ هذه الشعائر، أو ما يمتُّ بالحسين ونهضته مهما كان، وممّن كان، وأين ما كان.
وإنّ ما يقوم به الشعب الشيعيّ في مراسم عاشورا، والمظاهرة المليونية التي يشترك فيها المسلمون والمستضعفون من سائر الأديان والمذاهب لهو إنذار لمن يدورُ في مخيّلته المساس بالعواطف الحسينيّة، وكلّ فرد من المشتركين فيها يمثّل قنبلةً تنفجر في جموع المعتدين، وكلّ خطوة هي طلقة في صدور المعاندين.
وإذا خسئ الصنم الطاغوت، ولم يتمكّن من إخماد روح الولاء للحسين أو إطفاء نور النهضة الحسينية، في قلوب الناس وعقولهم، فكيف يتمكّن هؤلاء الخفافيش الذين يعملون في الظلام وبالسرّ، بأعمال الإرهاب، والتفجيرات والاغتيالات؟!
إنّ المستضعفين الحسينيين هم الأقدر على الأكبر والأقوى والأشدّ من هذه الأعمال، لكن قضيّتهم وأهدافهم وثقافتهم أسمى وأنبل وأعلى من أُولئك النواصب الجهلة والقتلة، وهم أكرم وأورع من أن يقوموا بالأعمال الهزيلة والرذيلة والضحلة التي يقوم بها أولئك الوحوش.
إنّما الموالون يقومون في وضح النهار بمثل اجتماع الأربعين المليونية، وتظهره أمام العالم، وهم يُعلنون بعقيدتهم الحقّة ونواياهم الطيّبة ويعبّرون بأعلى أصواتهم عن ولائهم لأشرف الناس محمّد وآل محمّد والسيرعلى هدي الإسلام في القرآن الكريم وعترة الرسول أهل بيته الطاهرين.
إنّ هذه المظاهرة، وبهذه الصورة والسيرة، وبهذا الهدف السامي هو الذي بهر العالم، ووقفت الشعوب على حقيقة التشيّع وما يملكه الشيعة من روح وصمود وحُبّ، كما يدلّ على وحدة الشيعة في إرادتهم الحفاظ على عقيدتهم بإدارة حازمة وتنظيم تعجزعنها أعتى السلطات في عالم السياسة والقوّة.
وذلك كلّه اقتداءً بالنهضة الحسينية وأهدافها وآثارها، فإنّها تعتمد على الحسين الذي كان إماماً، إلهيّاً، ولم يكن ملكاً ولا خليفة ولا حاكماً عسكرياً، بل كان قدوة عقدئدياً، وطالباً للحقّ الإلهي، ومُصلحاً دينياً، فقد قدّم جميع ما عنده في سبيل الله، ولذلك وهبه الله هذه الولاية والمحبّة في قلوب المؤمنين به وبنهضته، وهذه المكانة والعظمة والقدرة على جميع الناس في مثل هذا المجمع العظيم، الذي لا مثيل له.
وهكذا خلّد العَبْرة للمستضعفين، فورثوها للقيام بالشعائر بأحسن صورها وتمثيلها، فتخلّد النهضة الحسينية في عيونهم وعقولهم.
كما خلّد العِبرة في قيامهم بها ليرهبوا الأعداء، ويصدّوهم عن التجاوزوالظلم.
إنّ هذين الأمرين الخالدين «العَبرة، والعِبرة» سوف تستأصل في النهاية جذور الظلم والعدوان، وتجتثّ بذورهم، وتقطع دابرهم مهما كانوا مسيطرين على الحكم والدولة والسلطة، ومهما تلوّنت باسم الثقافة والديمقراطية ومهما تفنّنت في القساوة والوحشية فلابدّ أن تقوم حركة المستضعفين وتستمرّ حتّى يظهر المصلح الموعود وارث الحسين في إمامته وكرامته وأهدافه، وثاره، ليقوم بدولة كريمة يُعزّ بها الإسلام وأهله ويهلك ملوك الشرك وأهله ويتمّ المنّة (... عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) . آمين يارب العالمين.