تحدث مدير مركز دراسات جنوب العراق الدكتور علي رمضان الاوسي كاشفا عن دواعي التصعيد الأمريكي الأخير ضد ايران في المنطقة مشيرا الى:
ان امريكا منذ اليوم الأول لانتصار الثورة الاسلامية ناصبتها العداء وحركت صداما فتجاوز بعدوانه على ايران على مدى ثمان سنوات احرق فيها الأخضر واليابس ودمر الثروات كما فرضت امريكا عقوبات ظالمة شديدة منذ ذلك اليوم وأثارت قلاقل بين القوميات الايرانية داخل البلد واسقطت الطائرة المدنية ظلما وعتوا لكن كل تلك الجرائم باءت بالفشل الذريع.
امريكا تحاول شيطنة الموقف الايراني لتجر الجمهورية الاسلامية الى مواجهات مع دول المنطقة لتدير امريكا حربا بالنيابة ضد ايران وتسعى من خلال ذلك كله: الى تحويل بوصلة محور المقاومة المتنامي والمنتصر وتمرير صفقة القرن المذلة والفاشلة والتي ولدت ميتة . وكل تلك الاعمال البهلوانية في احراق ناقلات النفط في الشواطيء الاماراتية ودعوى احتجاز ناقلة نفط بريطانية عند جبل طارق وغير ذلك فان ذلك كله ياتي في سياق التحشيد لتوتير المنطقة وتعريض مصالح المنطقة برمتها الى الخطر.
من جهة اخرى فان استعراض امريكا لعضلاتها الخاوية في المنطقة يدخل ضمن سياسة تغطية فشلها في (ادارة حروب النيابة) في اليمن وليبيا ولبنان والسودان وغيرها وهنا تحاصر امريكا نفسها وتعزلها عن التفهم الاوربي ومصالح المنطقة بعد ان سقطت هيبتها وفقدت مصداقيتها.
ولم يكن احتجاز الناقلة الايرانية قانونيا اذ لم يصدر قرار من مجلس الامن وانما هي عقوبات احادية الجانب من قبل امريكا.
ان هذا الارتباك الامريكي الفوضوي قد يتسبب بارتفاع جنوني لاسعار النفط العالمية بعد ان ارتفعت اسعار التامين على ناقلات النفط وسوف لاتجرؤ امريكا على اشعال حرب شاملة ضد ايران لاسيما بعد أن تغيرت قواعد الاشتباك باسقاط الطائرة التجسسية الأمريكية العملاقة فوق المياه الاقليمية الايرانية.
الاتفاق النووي:
تنصلت امريكا من كافة التزاماتها التي الزمت بها نفسها بعد خروجها اللاقانوني وبشكل احادي من اتفاق خمسة زائد واحد ولم تكتف بذلك بل راحت تضغط على الموقف الاوربي كما صعدت من سياستها العدوانية في محاربة الاقتصاد الوطني الايراني مستهدفة العملة النقدية الايرانية كما طال الحظر الاقتصادي المجالات المدنية والصناعية والطبية وهذه مخالفة صريحة لأبسط الأعراف الدولية والأخلاقية.
ان أمريكا تسعى لايجاد خلل امني في المنطقة وان انسحابها من الاتفاق النووي هو السبب الرئيس في ايجاد هذه التعقيدات وتوتير المنطقة التي هي بمقدور دولها التفاهم والتعايش السلمي اذا ما اوقفت امريكا تدخلاتها وأمرت عملاءها بالكف عن هذه التصعيدات والاستفزازات التي ستجلب الدمار عليهم قبل غيرهم.
بوابة ليبيا الاخباري