لماذا التعوذ «من الشيطان الرجيم» ؟

الأحد 30 يونيو 2019 - 05:29 بتوقيت غرينتش
لماذا التعوذ «من الشيطان الرجيم» ؟

الكوثر- الرجيم : من (رجم) ، بمعنى الطرد ، وهو في الأصل بمعنى الرمي بالحجر ثمّ استعمل في الطرد.


ونلاحظ ذكر صفة طرد الشيطان من دون جميع صفاته ، للتذكير بتكبّره على أمر اللّه حين أمره بالسجود والخضوع لآدم ، وإِنّ ذلك التكبّر الذي دخل الشيطان بات بمثابة حجاب بينه وبين إِدراك الحقائق، حتى سولت له نفسه أن يعتقد بأفضليته على آدم وقال : { أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف : 12 .[

فكان ذلك العناد والغرور سبباً لتمرده على أمر اللّه عزَّ وجلّ ممّا أدى لكفره ومن ثمّ طرده من الجنّة.

وكأنّ القرآن الكريم يريد أنْ يفهمنا باستخدامه كلمة «الرجيم» بضرورة الإِحتياط والحذر من الوقوع في حالة التكبّر والغرور والتعصب عند تلاوة آيات اللّه الحكيم، لكي لا نقع بما وقع به الشيطان من قبل ، فنهوى في وحل الكفر بدلا من إِدراك وفهم الحقائق القرآنية.

 

المصدر : الكتاب التفسير الامثل تاليف ناصر مكارم الشيرازي

الجزء والصفحة : ج7 ، ص 169.