العبارة الأخيرة لترامب تكشف الكثير من أهداف ترامب واستراتيجيته في التعامل مع قضايا المنطقة وطريقة تفكير الرجل وصورة حلفاءه الخليجيين عنده!!
وهنا ساحاول تلخيصها في نقاط:
1. الاستحواذ على الأموال السعودية وأموال شقيقاتها الخليجيات وبعض الدول الأخرى المحمية أميركيا واليابان وكوريا الجنوبية... والتي تحتاجها أميركا للخروج من أزمتها المالية وتحسين أوضاعها الاقتصادية.
أميركا وحسب تقارير موثقة دوليا، وضعت عينها على اكثر من 5000 مليار دولار من أموال السعودية والإمارات وقطر والكويت، وسوف تسحبها منهم بستى السبل.
2. منطقة الخليج الفارسي ليست مهمة بالنسبة لاميركا، كما يقول ترامب ذلك بنفسه، لأن الولايات المتحدة تأتي في مقدمة المنتجين العالميين في مجالي النفط والغاز، لكنها تحتاج التواجد فيها لهذه الأمور الثلاثة:
الأول، لإيهام البلدان الخليجية بحمايتها من ايران المقاومة وتركيا العثمانية الاخوانية وروسيا التي لاتزال تحلم بالمياه الدافئة.
الثاني، تأزيم المنطقة لضبط إيقاع الاسعار بما يؤثر على المستوردين الكبار لنفط وغاز المنطقة، أي الصين والهند واليابان وأوروبا... فمرة تعمل على رفع أسعار النفط وأخرى على تخفيضها.
الثالث، وجود الكيان الصهيوني وإلتزام حكومة العم سام للصهيونية العالمية بحمايته ودعمه، بل وفرضه على شعوب ودول المنطق.
3. الولايات المتحدة تحتاج ايران ما لم تجد عدوا وهميا آخر لابتزاز العرب المرعوبين من خيالهم وتخويفهم، وحرف بوصلة الصراع من الكيان الصهيوني الى الجمهورية الاسلامية.
لذلك فهي في ورطة حقيقية في التعامل مع الاسلامية، وللاسباب التالية:
أولا، قدرة الجمهورية الاسلامية على توجيه ضربات مدمرة للمصالح الأميركية وقواتها في المنطقة، والى الأنظمة التابعة لها، والتي لا ترى أميركا نفسها فيها القدرة على مقاومة القوة الإيرانية يوم واحد بدون الدعم الامريكي.
ثانيا، إذا إنتهت فوبيا إيران عند الأنظمة الخليجية، فهذا يعني نهاية صفقات التسلح التي تدر مئات مليارات الدولارات على مصانع أميركا وحلفائها الأوروبيين.
ثالثا، من الممكن أن يعود الصراع مرة أخرى بين العرب والكيان الصهيوني إذا ما شعرت الأنظمة العربية بأن إيران لا تشكل تهديدا لها.
من جانب آخر، فان ترك إيران زعيمة محور المقاومة والمدججة عسكريا وعلميا واقتصاديا " على حل شعرها" كما يقول المثل المصري، يعني تقويض النفوذ الأميركي والصهيوني في المنطقة، وفشل كل مشاريعهم التآمرية، بل سينتهي الأمر الى زوال "إسرائيل" ورحيل النفوذ الأميركي نهائيا من المنطقة...
إنها صراحة ورطة السياسة الأميركية في المنطقة، فأحلى حلوها مر أشد من العلقم!
وهذا ما تدركه القيادة الإيرانية جيداً، لذلك أعلنت منذ البداية إنه لا حرب في الأفق، وإن كل ما يجري ضحك على ذقون الخليجيين، الذين تراهم أميركا مجرد بقرة حلوب، يمكن للجميع إبتزازهم ماليا، حتى جيبوتي وجزر المالديف وجزر القمر، لانهم تركوا شعوبهم وسلموا قيادهم وأمرهم بيد أقزام وأوباش أميركا وبريطانيا وفرنسا وليس كبارها حتى.
الحقيقة المرة على أميركا وذيولها الإقليميين، هي أنه لم يبق امامهم سبيل إلا الاعتراف بايران قوة إقليمية لا يمكن إقصائها من أي ترتيبات.. ليس هذا مهما فقط، بل الأهم هو إفهام ذيولها في المنطقة بذلك.
فمتى يصحو الخليجيون من سباتهم ويعيشوا بسلام مع أشقائهم وجيرانهم قبل أن يخسف الله ( بيد عباده المؤمنين) بهم الأرض، كما خسفها بقارون؟!
بقلم: علاء الرضائي