اما كلمة «ذَنوب» (بفتح الذال) فليست جمعا، وﻻ علاقة لها بالذنب؛ انها مفرد بمعنى: نصيب، جمعها: أذنبة (ولها معانٍ اخرى)؛ وأصلها: الدلو العظيم الذي كانوا يستقون فيه الماء من القليب؛ فجعلوا الذنوب النصيب. ويسمى ايضا: غَرَب (بالتحريك).
ووردت «الذنوب» – بهذا المعنى – في القرآن الكريم مرتين فقط وفي آية واحدة فقط؛ {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ}، (سورة الذاريات: 59).
وتبيين اﻵية الكريمة:
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} أنفسهم بالكفر والعصيان {ذَنُوبًا}: نصيبا من العذاب {مِّثْلَ ذَنُوبِ}: نصيب {أَصْحَابِهِمْ} من سائر اﻻقوام السابقة الذين كذبوا الرسل، عليهم السلام، من العذاب؛ {فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ} العذاب؛ أي: ﻻ يطلبوا عجلة عذابهم؛ فإنهم معذبون ﻻ محالة.
والذنوب بمعنى اﻵثام انواع؛ فمنها ما يهتك العصم، ومنها ما يغير النعم، ومنها ما ينزل النقم، ومنها ما يحبس الدعاء، ومنها ما يقطع الرجاء، ومنها ما يعجل الفناء.
وقالوا:
ان جميع الذنوب منشؤها اربع خصال؛ وهي: الحرص، والحسد، والشهوة، والغضب؛ كذا روي عن اهل البيت، عليهم السلام، في أحاديث مستفيضة.
ومن نعم الله وفضله ولطفه أن فتح باب التوبة من الذنب امام عباده المذنبين؛ وإﻻ لكان جميعهم من اهل النار؛ البتة.
الكاتب: جواد السيد سجاد الرضوي
المصدر: مجلة الهدى الثقافية