الى طرطور الصهاينة .. "خسئت"

السبت 23 مارس 2019 - 06:26 بتوقيت غرينتش
الى طرطور الصهاينة .. "خسئت"

مقالات-الكوثر: "شقفة طرطور عميل للصهاينة"، هكذا كان اول تعليق من جدي التسعيني على كلام ترامب حول الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل.

لم يعد هناك شك ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب صهيوني بامتياز وأنه لم يصل الى الحكم إلا عن طريق اللوبي الصهيوني. فترامب كان أول رئيس أمريكي يزور حائط البراق (المبكى حسب تسمية اليهود) أثناء وجوده في الحكم وهو يرتدي قلنسوة يهودية سوداء، (اوباما وبوش الابن وبل كلينتون وغيرهم زاروا الحائط إما قبل او بعد حكمهم).

ابنة ترامب، ايفانكا، أعلنت يهوديتها قبل زواجها من الملياردير واليهودي المتشدد (كما يوصف في اسرائيل نفسها) جاريد كوشنير وهي وزوجها يعملان حاليا مستشارين في البيت الأبيض، ولايخفى على أحد ان كوشنير يعتبر عراب صفقة القرن (كما يسميها ترامب)، وهو صديق كبير لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يحمل على عاتقه التسهيل لهذه "الصفقة" التي كانت اولى خطواتها اعتراف امريكا بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الاسرائيلي ونقلها سفارتها الى هناك.

اذن فاللعب اليوم أصبح على المكشوف، ترامب عميل للصهاينة، كما قالها جدي (دون مقدمات)، إعلان ترامب بالامس عن "نصره" المزعوم على داعش بعد "عملية الباغوز" في دير الزور دون أي حديث حول خروج قواته المحتلة من سوريا رغبة اسرائيلية، جولات وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو للتحريض على ايران رغبة اسرائيلية - بومبيو هو الآخر زار حائط البراق وقبله نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس – إعلان ترامب بأن الوقت قد حان للاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتلة أيضا رغبة اسرائيلية وبالتأكيد هي هدية يقدمها العميل ترامب الى رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو لدفعه في الانتخابات التي يخوضها في "الكنيست".

دعوة ترامب للاعتراف بالسيادة الاسرائيلية المزعومة على الجولان لاقت ردودا عالمية رافضة، كان من بينها موقف الجامعة العربية والاتحاد الاوروبي، لكن ما الفائدة، فالكيان الاسرائيلي مارس ابشع انواع التطهير العرقي في الجولان على مرأى من هؤلاء دون يتفوهوا بكلمة، فمنذ 1967 هجرت سلطات الاحتلال 130 الف سوري من اصل 139 الف من اراضيهم في الجولان ودمرت 134 قرية من اصل 139 وبنت 34 مستوطنة على انقاض هذه القرى، تقيم سلطات الاحتلال في الجولان أكبر استثماراتها وتسرق ماءها وخيرات ارضها من عنب وتفاح وتبحث فيها عن النفط منذ 2016، والى اليوم لم يأت رئيس حزب اسرائيلي في الانتخابات إلا وأكد «لن ننزل عن مرتفعات الجولان».

نعلم جميعا ان الادانات والمناشدات لن تعيد للسوريين ارضهم (الجولان)، خاصة في عالم "مجنون" وصل فيه شخص مثل ترامب الى حكم امريكا، عالم يُقطّع فيه صحفي في قنصلية بلاده بالمنشار وتذاب قطعه في الفرن فيما يقيم قاتله الحفلات في بلاده باسم الاصلاحات، ويمتدح ويشكر ليل نهار على شرائه الاسلحة من امريكا وقتل الشعب اليمني خوفا على "شرعية" رئيس مستقيل.

قالها جمال عبد الناصر بعد نكسة 1967 وكررها الراحل حافظ الاسد "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، نجحت مصر عام 1973 لكنها افشلت سوريا عندما قرر الرئيس المصري "انذاك" انور السادات عقد صلح منفرد مع إسرائيل وهو ما سبب تعثر استعادة الجولان وقتها، لكن تجربة المقاومة اللبنانية نجحت عام 2000 ومرغت انف الصهاينة بالتراب عام 2006، وأما سوريا التي صمدت أمام مؤامرة كبرى ضدها منذ 2011 فلابد ان يحين الوقت لتستعيد جولانها شاء من شاء وأبى من أبى.
يقول نزار قباني " أنا الدمشقي.. لو شرحتم جسدي *** لسـال منه عناقيـدٌ.. وتفـاح"، "هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي***فكيف أوضح؟ هل في العشق إيضاح؟". نحن مؤمنون بأنه مادام هنالك في سوريا قلب ينبض بحب هذا الوطن، فستعود الجولان قريبا الى اصحابها وسيذهب ترامب وامثاله الى مزبلة التاريخ.

علاء الحلبي