وجاء في مقال نشرته «اللوموند»، بعنوان: «بشار الأسد انتصر وبامتياز»، بقلم الباحثة السياسية مريم بن رعد: تتوالى التصريحات المتناقضة الصادرة عن أهم أعضاء الإدارة الأميركية للتخفيف من فكرة الانسحاب الأميركي السريع، وذلك منذ الإعلان المفاجئ للرئيس دونالد ترامب عن انسحاب القوات الأميركية من سورية بتاريخ 19 كانون الأول 2018. واعتبرت الصحيفة، أن المناورات الأميركية الأخيرة لا تغير أي شيء في إستراتيجية دمشق المستمرة منذ عام 2011 وهي استعادة السيطرة الشاملة على البلد، لكنها تطرح بعض الأسئلة الأساسية حول المخرج المحتمل للحرب.
ولفتت إلى أن الرئيس الأسد لم يتوقف إطلاقاً عن التعبير عن تصميمه على الاستعادة الكاملة للسيطرة على الأراضي المفقودة، ولا شك أنه خرج أكثر قوة من العمليات العسكرية التي شنتها القوات السورية وحلفائها خلال العام الماضي، إذ تمكن من إبعاد أي تهديد أمني يستهدف العاصمة، وعزز سيطرته السياسية، ولم يتبق إلا بعض الجيوب الجغرافية التي ما زالت تقف عقبة أمام أفق الانتصار النهائي والحاسم لدمشق. ورأت الصحيفة، أن التطورات الأخيرة في إدلب تؤكد انتهاء اتفاق سوتشي بين أنقرة وموسكو، إذ تركز تركيا بشكل رئيسي على المنطقة الكردية في الوقت الحالي، وبموازاة ذلك، فإن تحييد المجموعات المسلحة الأكثر اعتدالاً في إدلب فتح الطريق أمام عملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب، هذه العملية تشجعها روسيا منذ وقت طويل ولن تعارضها تركيا.
وأشارت الصحيفة، إلى أن أجواء الانتصار تسود اليوم في شوارع العاصمة السورية، وأن التطورات العسكرية والسياسية والدبلوماسية خلال الأشهر الستة الماضية تؤكد سيناريو الانتصار النهائي للدولة السورية.
وأضافت: «من الممكن التأكيد من دون تردد أن (الرئيس) الأسد انتصر بامتياز في النزاع».
ولفتت الصحيفة، إلى أنه بدأت عملية إعادة الاعتبار في الشرق الأوسط بأسره لسورية، إذ تنوي العديد من الدول، كما فعلت الإمارات العربية المتحدة والبحرين، إعادة فتح سفاراتها في دمشق وإعادة العلاقات المقطوعة مع (الرئيس) الأسد، أما المعارضون، يحاول الكثيرون منهم التقرب من السلطة بل وحتى الوقوف وراءها.
وأشارت إلى أنه وفيما يتعلق بالأكراد، «شعروا بخيانة عرابهم الأميركي، وطلبوا الحصول على حماية (الرئيس) الأسد ضد تركيا، وسبق لهم القيام بهذا المسعى سابقاً».
ولفتت «اللوموند»، إلى أن الأكراد لن يحظوا إلا بخيارات محدودة جداً لأنهم يقفون لوحدهم في مواجهة الجيش التركي من دون أي دعم خارجي، وأضافت: «من الممكن أن تشكل عودة سيادة دمشق على شمال شرق البلاد نقطة الانطلاق في محادثات أكثر توازناً مع أنقرة بوساطة روسية، وهكذا سيحقق لـ(الرئيس) الأسد هدفه باستعادة السيطرة الكاملة على سورية بعد ثماني سنوات من نزاع مدمر».