كيف ندرّب أطفالنا على الصّلاة؟

الثلاثاء 18 ديسمبر 2018 - 07:32 بتوقيت غرينتش
كيف ندرّب أطفالنا على الصّلاة؟

اسلاميات – الكوثر: الأطفال هم فلذات أكبادنا، وهم نحن في حاضرنا ومستقبلنا. لذا، لا بدّ من تربيتهم وتوجيههم وتدريبهم على ما يحبّه الله لهم، وما فيه نفعهم. ومن أهمّ ذلك، تدريبهم وتعليمهم وترغيبهم بالصلاة، وجعلهم يحبّون الصّلاة ويقبلون عليها. ولكنّ ذلك يتطلّب منّا وعياً وحكمةً في اختيار الأسلوب المناسب الذي يحبّب لهم الصلاة ويقرّب معانيها، من دون إشعارهم بالإكراه أو الضّغط أو الإجبار.

 

قال الله تعالى في كتابه الكريم : {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}. وورد في الحديث عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا خلا منه شيء إلا شانه».

 

فترهيب الصبي وإكراهه على الصلاة وغيرها، يجعله ينفر ولا يقبل على العمل بملء إرادته، ويترك أثراً سلبياً على نفسيته وشخصيته في المستقبل، ويجعل منه شخصاً ناقماً ومتمرّداً، فيما ترغيبه بالعمل وحثّه عليه بطريقة ليّنة، يؤدي إلى النتائج الطيبة في الحاضر والمستقبل.

 

يلفت العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض) في هذا السياق إلى الأسلوب الذي يمكن أن يساعد على ترغيب الطّفل بالصّلاة. يقول سماحته:

 

"ينبغي استخدام الرويّة والحكمة والأسلوب اللّين معه، وقد ينفعه مرافقة بعض أصدقائه أو أقاربه إلى المسجد، والمشاركة في نشاطات دينيّة كشفيّة وترفيهيّة". [سؤال وجواب، قضايا تربويّة].

 

في المرحلة الأولى، يمكن تحفيظ الطفل سور: الفاتحة، والإخلاص، والمعوذتين، وسور قصار، وبذل الهدايا والجوائز الصغيرة له ترغيباً له بالصلاة وحفظ شيء يسير من القرآن، وإخباره عن حبّ الله له، وحكاية شيء له من قصص الأنبياء، بما يتناسب مع فهمه وعمره، وتوفير سجادة صغيرة خاصّة بالطفل للصلاة، لتشجيعه وتعويده عليها، ولو مجرد ركعة أو ركعتين بدايةً، وتشجيعهم قدر الإمكان بسعة صدر ورحابة تصرّف.

 

علينا أن نعرف أنّ الطفل له عالمه ومستواه لجهة الفهم والإدراك والشعور والتفاعل، وأنه لا بدّ من مراعاة شخصيته واختيار الأسلوب التدريجي الليّن الذي يستوعبه ويعرف التعامل معه، ولا يفرض عليه شيئاً فرضاً، بل جعله يُقبل بكليّته على الصلاة وغيرها، بما يؤسّس لشخصيته المستقبليه وجعلها قويّة راسخة مرتبطة بالصّلاة أشدّ الارتباط.

محمد عبدالله فضل الله