و تحت عنوان "عام على إعلان النصر وقصة الحرب .. ماذا بقي من الدواعش" كتب الخبير العسكري وفيق السامرائي عبر حسابه في فيسبوك:
خاطئ من يعتقد أن حرب داعش كانت من تدبير وتخطيط وإمداد منظمة أو حركة إرهابية، فما حدث كان أبعد وأكبر من تفكير وقدرات مثل هذه التنظيمات.
التخطيط الاستراتيجي على نطاق واسع، والقدرة على الحصول على المعلومات، والتموين من مواد وأدوات الحرب وتوافر العتاد والطعام بكميات كبيرة دون حصول نقص واضح، ومستوى الإعلام والحرب النفسية، كلها عوامل مادية تدل على وجود تخطيط وقدرات كبيرة، وفي الواقع لم تكن حرب داعش إلا مؤامرة كبيرة شاركت فيها أطراف تكفيرية إقليمية أريد بها تدمير العراق، وما يقال إنها من عمل منظمة إرهابية ليس إلا أكذوبة أريد بها الإعماء الإعلامي للتغطية على من خططوا ومولوا ودعموا ودفعوا وصنعوا الدواعش ضمن الشرق الأوسط، وماكان وجود ضباط كبار معهم إلا أداة ربما خُدِعَ بعضهم بالقصة أو توافقت عقولهم مع أحقاد ومواقف.
ما حدث من تراجع وانكسارات في بداية الحرب بأيامها الأولى أعقبه هدوء وتوازن وتصرف وتفاعل إيجابي من قبل القيادة العراقية نفسها التي وقعت الحرب في وقتها، فلم تهتز معنوياتها، وكانت تلك القيادة تتقبل المشورة والنصح وتتواصل وكنا على تواصل يومي معها، ورد الفعل السريع، وكنا نتابعه بكل دقائقه، هو الذي منع سقوط سامراء قبيل سقوط الموصل بثلاثة أيام، حيث تمكن الدواعش من الدخول إلى القسم الشرقي من المدينة.
اندفع الدواعش سريعا من الموصل إلى تكريت نحو بغداد وقلنا بمقابلات تلفزيونية في ذروة الاهتزاز النفسي إن سامراء وبغداد عصيتان على الدواعش.
فتوى المرجعية العليا كان لها الدور الأكبر في تدفق عشرات آلاف المقاتلين من أقصى جنوب العراق وصعودا بحالة لم تسجل حالة أروع منها.
وللحقيقة، فالبدريون والصدريون والعصائب والنجباء وحزب الله العراق وجند الله وعاشوراء..الخ، كانت لهم قيادات وهياكل تنظيمية ساعدت في احتواء موجات المتطوعين وزجهم في التصدي، فتشكل الحشد الشعبي كقوة تصد غير متوقعه بضمنه سرايا السلام، ومعظم إن لم نقل كل سلاحه كان إيرانيا، وعزز الحشد البعد المعنوي بشكل كبير جدا، ولا ننسى دور جهاز مكافحة الإرهاب الذي يعد أفضل ما موجود إقليميا، والجيش الذي تطورت قدراته بشكل كبير في السنة الأخيرة من الحرب في زمن الجنرال عرفان الحيالي، والشرطة المركزية التي لا مثيل لها إقليميا، وقوات بيشمرگة الاتحاد الشجعان.
القوة الجوية لم تكن لديها طائرة مقاتلة واحدة، فقام أبو مهدي المهندس بالاتصال مع إيران ورتب معها إرسال 4-5 طائرات سوخوي بشكل عاجل ونفذت أولى الضربات الجوية شمال سامراء ولم تأت الطائرات الأولى من روسيا كما قيل.
شباب العراق هم من صدوا الدواعش على أطراف بغداد، ثم تدخل التحالف الدولي بالطيران الأميركي والبريطاني..، تدخلا فعالا قبل أن تتم المساندة البرية.
الأمهات العراقيات كان دورهن عظيما.
الحرب النفسية المعادية من قنوات فضائية عربية كانت واسعة جدا، وتصدينا لها ولذيولها من داخلها. وتم دحر الدواعش عسكريا ولا يوجد متر واحد الآن لا يمكن للقوات العراقية الوصول اليه، لكن هذا لا يعني أنهم قد انتهوا كليا، فلا يزال آلاف منهم في شرق الفرات بسوريا وآلاف على شكل خلايا مبعثرة غرب العراق وفي شمال ديالى وصلاح الدين والموصل وتتم معالجتهم بضربات خاطفة من قبل الجيش والحشد..، وبجهد أجهزة الأمن والاستخبارات والمخابرات لتتبع الخلايا.ولا عودة ولا تكرار للمؤامرة..حي الله الشباب المتصدين ولو بالكلمة.