في الذكرى الأولى للنصر: الكلمة التي أنقذت العراق

الإثنين 10 ديسمبر 2018 - 11:20 بتوقيت غرينتش
في الذكرى الأولى للنصر: الكلمة التي أنقذت العراق

مقالات-الكوثر: تمرّ الذكرى السنوية الأولى للانتصار العظيم على تنظيم داعش الارهابي في حرب قادتها فتوى الجهاد الكفائي والقرارت الحاسمة للحكومة ما اسفر عن انضمام الآلاف من القادرين على حمل السلاح الى الجبهات، فيما كان للفتوى في الفترة الزمنية التي أعقبت انطلاقها، بعيد اجتياح تنظيم داعش الإرهابي لمدينة الموصل في العاشر من حزيران الماضي، تفاعلات إيجابية في الميدان لجهة دحر الإرهاب، حين تسابق العراقيون الى تلبية نداء المرجعية، وادى ذلك فيما بعد الى تحرير محافظة صلاح الدين من سيطر التنظيمات الارهابية.

وانطلقت الفتوى في سياق تاريخي، لفتاوى الجهاد التي كان لها التأثير الكبير على حث المسلمين على القتال في أوقات الازمات حيث تتهدد المخاطر الوطن والدين.

لقد حوّلت المرجعية، المجتمع العراقي الى مشروع تحد، بانضمام الالاف من العراقيين الى جبهات القتال من جميع المناطق البلد، متجاوزة الخطوط الطائفية التي حاول البعض رسمها للفتوى باعتبارها فتوى تخص طائفة من دون أخرى.

و على رغم الاتهامات التي تلقتها الفتوى  من جهات محلية واقليمية سعت الى تقسيم العراق واضعافه، الا ان  معارك الانبار والموصل اكدت على ان الفتوى جاءت لانقاذ المناطق السنية قبل غيرها.

ويرجع مراقبون للشأن العراقي، الانتصارات التي تحققت  الى فتوى المرجعية الدينية بوجوب "الجهاد الكفائي" اذ لولاها لانهارت الدولة العراقية.

ويكشف مراقبون للشأن الامني والسياسي في العراق بأن محاولات تحجيم دور الطاقة الجهادية الهائلة الناجمة عن فتوى الجهاد الكفائي، في الحرب على الإرهاب، باءت بالفشل الذريع بسبب الايمان العميق بدور المرجعية ومقاصدها.

وكان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قد وجه، في 17 أيار 2017  فصائل الحشد الشعبي بالاستعداد مع القوات الامنية والعشائر لدخول محافظة الانبار وتحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، ماي دل على التأثير المتعاظم لفتوى الجهاد الكفائي، بعد عام من الإعلان عنها.

ويوضح أحد المقاتلين في الحشد الشعبي في حديث لـ"المسلة" بأنه "كانت هنالك همّة كبيرة بالنسبة للمقاتلين في المشاركة في معارك التحرير".

ويضيف بأن "كان هنالك استعداد كبير وخطط كبيرة حاسمة".

وأصبحت فتوى الجهاد الكفائي، هدفا لوسائل الاعلام لاسيما بعض الفضائيات العراقية لغرض تشويه وتَبْشِيع نجاحات "الجهاد الكفائي" الذي زَجر الارهاب ولجمَ تقدّم داعش.

ورسمت فتوى الجهاد الكفائي مشاهد من التلاحم بين افراد الشعب العراقي، اذ تطوع الالاف من العراقيين لقتال "داعش" استجابة لدعوات الجهاد التي اطلقتها المرجعية الدينية. وبموجب ذلك، زحفت الفصائل المقاومة نحو معاقل داعش وهي تردد هتافات "الجهاد الكفائي"، و"لبيك يا حسين".