السؤال: هل ان النبي محمد (ص) كان يشارك في الحرب بالسيف أو فقط كان يخطط ويأمر بالتنفيذ؟
وكذلك هل كان الامام علي عليه السلام في فترة خلافته كان يشارك في الحرب بسيفه ويقتل الكفار والخوارج أو فقط يأمر الجيش بالتنفيد؟
الجواب: ان الذي إدّعى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يكن يشارك في الحروب هو الجاحظ ، حيث افترض ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يشارك في معركة بدر بل كان في العريش مع أبي بكر، أراد بذلك أن يظهر فضيلة لأبي بكر كونه مع الرئيس في تلك المعركة في حين كان علي (ع) حاله حال بقية الجنود المحاربين! وقد رد على ذلك أبو جعفر الاسكافي بقوله: (لقد اعطي أبو عثمان مقولاً وحرم معقولاً، ان كان يقول هذا على اعتقاد وجد ولم يذهب به مذهب اللعب واللهو أو على طريق التفاصح والتشادق واظهار القوة والسلاطة وذلاقة اللسان وحدة الخاطر والقوة على جدال الخصوم، ألم يعلم أبو عثمان أن رسول الله (صلى الله عليه (وآله) وسلم) كان أشجع البشر وانه خاض الحروب وثبت بالمواقف التي طاشت فيها الألباب وبلغت القلوب الحناجر؟
فمنها يوم أحد ووقوفه بعد أن فرّ المسلمون بأجمعهم ولم يبق معه إلا أربعة: علي والزبير وطلحة وأبو دجانة فقاتل ورمی بالنبل حتى فنيت نبله وانكسرت سية قوسه وانقطع وتره فأمر عكاشة بنت محصن أن يوترها فقال: يا رسول الله لا يبلغ الوتر فقال: أوتر ما بلغ قال عكاشه فوالذي بعثه بالحق لقد أوترت حتى بلغ وطويت منه شبراً على سية القوس ثم أخذها فما زال يرميهم حتى نظرت إلى قوسه قد تحطمت وبارز أبي بن خلف فقال له أصحابه: إن شئت عطف عليه بعضنا؟ فأبى وتناول الحربة من الحارث بن السمت ثم انتفض بأصحابه كما ينتفض البعير قالوا: فتطايرنا عنه تطاير الشعارين فطعنه بالحربة فجعل يخور كما يخور الثور، ولو لم يدل على ثباته حين انهزم أصحابه وتركوه الإ قوله: ((إذ تصعدونَ وَلا تَلوونَ عَلَى أَحَد وَالرَّسول يَدعوكم في أخرَاكم)) (آل عمران:153)، فكونه (صلى الله عليه (وآله)وسلم) في أخراهم وهم يصعدون ولا يلون هاربين دليل على أنه ثبت ولم يفر وثبت يوم حنين في تسعة من أهله ورهطه الأدنين وقد فرّ المسلمون كلهم والنفر التسعة محدقون به العباس أخذ بحكمه بغلته وعلي بين يديه مصلت لسيفه والباقون حول بغلته يمنة ويسرة وقد انهزم المهاجرون وكلما فروا أقدم هو (صلى الله عليه (واله) وسلم) وصمم مستقدماً يلقى السيوف والنبال بنحره وصدره ثم أخذ كفا من البطحاء وحصب المشركين وقال شاهت الوجوه، والخبر المشهور عن علي وهو أشجع البشر: كنا إذا اشتد البأس وحمى الوطيس اتقينا برسول الله (صلى الله عليه(وآله) وسلم) ولذنا به، فكيف يقول الجاحظ انه ما خاض الحروب ولا خالط الصفوف؟
واي فرية أعظم من فرية من نسب رسول الله (صلى الله عليه (وآله) وسلم إلى الإحجام والاعتزال في الحرب؟… وللكلام تتمة) (راجع الغدير ج7 ص209).
أما مشاركة أمير المؤمنين (عيه السلام) في حروبه الثلاث في فترة خلافته فواضحه جليلة ذكرتها كتب السير والتاريخ ولا خلاف في ذلك.
المصدر:شفقنا