الطائفية مصطلح بغيض

الثلاثاء 27 نوفمبر 2018 - 09:08 بتوقيت غرينتش
الطائفية مصطلح بغيض

أفكار ورؤى – الكوثر

 

مجتمعات عديدة قد تمرّ بظروف وتحدّيات صعبة ومعقَّدة في تاريخها ومسيرة تعايشها، ما يخلق الكثير من المشاكل المتراكمة التي تسهم في تشكيل التعصّب الأعمى للطائفة أو المذهب، هذا التعصّب الذي يغذي المشاعر الفردية والجماعية لطائفة من الطوائف، بما يجعلها تسير وفق مصالحها الخاصّة، متغاضيةً عن مستلزمات العيش المشترك والكريم للجميع في بيئة سليمة ومتوازنة، على أساس الحقّ والعدل والمساواة والشعور الواحد بالانتماء إلى بلد ومجتمع يتشارك الهموم والآمال والطموحات، ويتعاون في سبيل إعزاز إنسانه وتقدّم عيشه وتطوير مسيرته.

 

فما هي الطائفية كمصطلح يذيع صيته عند كلّ نزاعات وصراعات؟

 

عرّف هذا المصطلح العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله (رض) بقوله: "الطائفية مصطلح سياسي يطلق على الذين يتعصّبون لطائفتهم الدينيّة أو المذهبيّة، من دون التركيز على القيم التي يتمثَّلها أتباعها، بل من جهة تجمّعهم البشري العددي، تماماً كما هي حال العشائريّة. وقد جاء عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين(ع) حديثه عن العصبيَّة الّتي تقرب من الطّائفيّة، حيث قال: "إنّ العصبية التي يأثم عليها صاحبها، أن يرى الرّجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين، وليس من العصبيّة أن يحبّ الرجل قومه، ولكن من العصبيّة أن يعين قومه على الظلم".

 

وربما تطلق على الذين يعملون لتكون طائفتهم هي المسيطرة على الوطن على حساب بقية الطوائف الموجودة فيه، لأنّ الوطنية تفرض ـ في اعتبارهم ـ مساواة كلّ المواطنين في الحقوق والواجبات من دون تمييز". [سؤال وجواب/ مصطلحات ومعاني].

 

الإنسان السويّ لا يعيش معنى الطائفية السلبيّ، بحيث تتجمد مشاعره حول أنانياته وتعصّبه لطائفته، بما يحرمه الانفتاح والتفاعل والتعاون على البرّ مع الجميع، بما يوحد القلوب والأهداف، ويؤسّس لمستقبل مشرق، فلا مكان للعصبية الطائفية والمذهبية في الإسلام، بل هناك دعوة صريحة وواضحة إلى التعارف والتعاون والالتقاء في الدائرة الإنسانية والإيمانية بلا حواجز وقيود، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} وقال تعالى: {وَجَعَلْنَاكم شُعُوباً وَقَبَاْئِلَ لِتَعَارَفُوا}.

 

كلّ تعصّب طائفي أو مذهبي ضيّق ومقيت، هو انتصار للأنانيّة والجهل والعدوان، ومخالف للبرّ والتعارف والتعاون لخير البشر جميعاً.

 

محمد عبدالله فضل الله