قراءة استخبارات: في ظل الاضطراب الكبير.. هل نتوقع حربا خليجية مفتوحة أخرى؟ وما دور العراق فيها وما المطلوب شعبيا؟

الخميس 8 نوفمبر 2018 - 10:04 بتوقيت غرينتش
قراءة استخبارات: في ظل الاضطراب الكبير.. هل نتوقع حربا خليجية مفتوحة أخرى؟ وما دور العراق فيها وما المطلوب شعبيا؟

مقالات وتحليلات ـ الكوثر: عقوبات أميركية حادة بوشر بفرضها على إيران، وتواجد ومكاسب داعشية مؤقتة على شريط سوري محاذ للعراق، ومأزق سعودي لن يمر دون عواقب رغم تجنب الأميركيين المس بمصالحهم سعوديا، وفرصة تركية لا سابق لها لتقويض وهم الزعامة السعودية (رغم استبعاد اردوغان للعلم المسبق للملك سلمان شخصيا بماحدث لخاشقچي)،

ومحاولات ترضية أميركية لتركيا باصدار مكافآت كبيرة لمن يدلي بمعلومات تقود الى القبض على أكبر ثلاثة من قادة حزب العمال الكردستاني التركي موجودين في جبال وعرة شمال العراق ولا فرصة للقبض عليهم، وتماسك وارتفاع معنويات الحوثيين في ضوء استحالة حسم الموقف من قبل القوات السعودية المتآكلة في اليمن واستحالة ادامة القصف الجوي العشوائي العبثي.

التراشق الصاروخي الواسع بين ضفتي الخليج (الفارسي) ليس خيارا حاليا، وغلق مضيق هرمز ليس وشيكا ولا مرجحا، والصبر لا تزال فسحته واسعة، والداخل الإيراني مسيطر عليه حاليا ومجالات المناورة الإيرانية مفتوحة.

العراق الآن يعمل بتوازن ونقاط الشد والخلافات الحادة السابقة بين الحشد والعبادي لم تعد موجودة مع حكومة الرئيس عبد المهدي الذي قرأ المعادلات جيدا، بل تبدو العلاقة ودية جدا حاليا، وهو تطور كبير أبعد شبح التصادم والانقلاب المسلح الذي (كان ممكنا) في زمن العبادي، وسيزداد الحشد قوة وتنظيما. 

أما أن يكون العراق طرفا فاعلا في الحرب الاقتصادية على إيران فبات مستبعدا. 
اذا ماذا؟

ستكون المرحلة مرحلة تصدع عسكري سعودي في اليمن وتقوقع وانسحاب في مرحلة ليست بعيدة يطالب بعدها اليمنيون السعوديين بغرامات وإثارة مطالبهم القديمة في جازان ونجران لاحقا.

وسيتمسك القطريون بتصعيدهم الإعلامي والاستخباراتي .. ولم يعودوا في حاجة للتصالح.

والعراق سيتصرف بكبرياء مع السعوديين بعيدا عن فلسفات المحيط الإقليمي والتعاون العربي، وقد يطالبُ السعوديين لاحقا بدفع ثمن هائل (مئات مليارات الدولارات) عن موجات آلاف الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في العراق، والعلاقات بين الرئاسات العراقية الثلاث في أفضل مراحلها، وقيادة القضاء الأعلى تتصرف بحكمة وشجاعة ودعم السلطات لتماسك الدولة.

المطلوب:
التصرف بكبرياء إقليميا والانصراف الى معاناة الكادحين وسدود الماء والكهرباء والضمان الاجتماعي واعادة الاعمار، وضرب رؤوس الفساد التي نهبت أموال الشعب (بلا هوادة) ومنعهم من ممارسة أدوار سياسية، وحان وقت محاسبة ذيول الدواعش ومن غطوا لحربهم بالتحريض المعلن، وحتى لو كانوا ورقة فقد احترقت.

وتبقى الاحتمالات مفتوحة بشكل بطيء، ولن نَرّ سماءً مُنارةً بذيول آلاف الصواريخ ولا حربا شرق المتوسط، فالتوازن (النسبي) لا يزال مطلوبا مرحليا.

إنها فرصة عظيمة لاعادة بناء النظام العراقي.

* الفريق الركن وفيق السامرائي