واستعرض ربابورت في تقريره المطول، وترجمته "عربي21"، هذه التهديدات والتحديات على النحو التالي:
غزة.. الأكثر استعجالا
قال ربابورت، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إن "تهديد غزة يعدّ الأكثر استعجالا؛ لأنه لا قيمة للتأثر كثيرا بما يتم ترديده حول مفردات التهدئة والتسوية مع حماس في غزة، فالوضع في القطاع متوتر جدا وقابل للانفجار والاشتعال، لأن اللعبة التي تديرها إسرائيل ليست فقط في مواجهة حماس وحدها، وإنما مع الجهاد الإسلامي، وقد يكون لمشاكل إسرائيل في الجبهة الجنوبية ارتباط بهجماتها في الجبهة الشمالية".
وأضاف أن "اليوم في ذروة الحديث عن التهدئة في غزة، فإن أي إطلاق لصواريخ على إسرائيل، أو اغتيال أي عنصر من حماس أو الجهاد، كفيل بإشعال النار مجددا، وصولا إلى حرب واسعة وشاملة كليا في غزة، وقد يكون هدف الحرب القادمة إسقاط حماس نهائيا من الحكم في القطاع".
وأوضح أن "مثل هذا السيناريو قد يقع قبيل انتهاء قائد الجيش الحالي الجنرال غادي آيزنكوت من مهامه أواخر شهر ديسمبر القادم، مع العلم أن الحل الأمثل لمنع هذا الانفجار في غزة يكمن في القاهرة".
الجبهة الشمالية.. الأكثر تعقيدا.
ربابورت تطرق إلى الحديث عن التهديدات الكامنة في لبنان وسوريا، قائلا إن "وصف جبهة غزة بأنها مركبة سيعني بالضرورة أن الواقع القائم في الجبهة الشمالية يعدّ من الأكثر تعقيدا على مستوى العالم، في ظل اللعبة المزدوجة أو الثلاثية التي تديرها الدولة العظمى روسيا في سوريا، وهي تحقق مصالحها أمام مختلف هذه الأطراف: إسرائيل، نظام الأسد، تركيا، إيران، بجانب حزب الله".
وأوضح أن "الدافع الذي يحرك السياسة الإسرائيلية في الجبهة الشمالية هو منع إقامة أي تواجد عسكري إيراني في سوريا، وعدم وصول أي سلاح استراتيجي لحزب الله، ما يتطلب الاستمرار بتوجيه ضربات إسرائيلية ضد أهداف إيرانية داخل سوريا، دون الوصول لمرحلة الحرب، ودون أن تكون الطائرات الإسرائيلية في مرمى المنظومات الصاروخية التي وفرتها روسيا لسوريا، عقب إسقاط الطائرة الروسية مؤخرا".
إيران.. الأكثر حرجا
يقول ربابورت إنه "مع كل الاحترام للجبهتين الشمالية والجنوبية، لكن التحذير من إطلاق القنبلة النووية على إسرائيل هو ما يعدّ تهديدا وجوديا، إيران تجد نفسها في سوريا، واليوم تقع تحت سيف عقوبات أمريكية جديدة".
وأضاف أن "السيناريو القادم لا يعدّ مستحيلا، حين يقف زعماء طهران في يوم واحد على المنصة، ويعلنون حيازتهم للسلاح النووي الذي تم إنتاجه بصورة سرية عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وبغض النظر عن مدى دقة هذا الإعلان وجديته، سيكون الجيش الإسرائيلي وقيادته العسكرية مطالب برفع توصياته للقيادة السياسة الإسرائيلية في مثل هذه الحالة".
ملاءمة الجيش للعصر الجديد.. الأكثر طولا
يختم ربابوت حديثه بالقول إن "عصر السايبر وحروب العصابات وطبيعة التحديات العسكرية المتغيرة بسرعة تتطلب من الجيش الإسرائيلي إجراء تغيير جدي في مبناه الهيكلي، لكن المشكلة أن التغيرات الميدانية في المنطقة تتغير بسرعة حتى قبل أن يدرك الجيش طبيعة التغيرات المطلوبة منه".
وأضاف: "المؤشران الهامان لقدرة إسرائيل على التأقلم مع ذلك، أولهما حيازة المزيد من الطائرات المستقبلية، وثانيهما الحصول على كميات كثيفة من الصواريخ أرض -أرض دقيقة".
* عدنان أبو عامر/ عربي21