إن الخشوع في الصلاة يحتاج إلى التالي:
أولاً: تهيئة النفس قبيل الدخول في الصلاة بما يشعرها بحضور الله وعظمته، وذلك من خلال معرفة الحقيقة التالية: وهي أنّ الصلاة هي معراج المؤمن إلى الله، وأنه في الصلاة إنما يكلم الله تعالى ويناجيه، أو من خلال التأمل في أسمائه وصفاته قدرته وفي بعض الآيات الكونية التي تدل على عظمته وحكمته.
ثانيًا: السعي إلى ترك الشواغل الدنيوية التي تقتحم ذهن الإنسان عند توجهه إلى الصلاة أو العبادة وذلك من خلال تفاعل الإنسان الذي يصلي مع الآيات التي يتلوها، فمثلاً عندما يقرأ قوله تعالى "بسم الله الرحمن الرحيم" فليستحضر رحمة الله وعندما يقرأ قوله "مالك يوم الدين" فليستحضر مشهد يوم القيامة وما يكون عليه حاله وهو بين يدي الله وقد انكشفت كل سرائره وتشهد عليه كل حواسه وأعضائه، وهكذا..
ثالثًا: قد يكون من الجيد أن يستعين ببعض الأجواء الروحانية التي تساعده على طراوة النفس والروح، كأن يستمع إلى دعاءٍ بصوت إنسان متأثر خاشع بما يقرأه أو أن ينخرط مع جماعة من المؤمنين الذين يقرؤون الدعاء بحالة روحية عالية، فهذه الأجواء هي من ملينات الروح.
رابعًا: تنص بعض الروايات على استحباب الاستعاذة من الشيطان الرجيم (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) قبيل الدعاء وحتى قبيل تلاوة سورة الفاتحة في الصلاة، لأن من المؤكد أن أكثر الحالات التي يستنفر فيها الشيطان الرجيم لإبعاد الناس عن ربه هي حالة الصلاة، وإننا نرى من خلال التجربة أن الإنسان إذا جاء وقت الصلاة يشعر بتثاقل وربما نعاس أيضًا، مع أنه لم يكن على هذه الحالة منذ لحظات وهكذا إذا قام إلى الصلاة فإنه بمجرد أن يكبر تكبيرة الإحرام تنهال عليه مشاغل الدنيا: ماذا سيفعل اليوم مع رفاقه؟ ماذا سيلبس؟ أين السهرة؟ ماذا سوف تعد له المرأة من طعام؟ وكيف تفعل كذا وكذا؟! كل هذه الأسئلة تزدحم عند الصلاة.. هذه هي وظيفة الشيطان!! ومن هنا علينا أن نصرّ على طرده ونؤكد لله تعالى بعد الاستعاذة به من الشيطان الرجيم أن قلوبنا هي ملك لله وأن أرواحنا بين يديه ولا نشرك به أحدًا حتى في النية.
الشيخ حسين الخشن