زيارة الأربعين .. في دائرة الإستهداف

الأحد 7 أكتوبر 2018 - 07:35 بتوقيت غرينتش
زيارة الأربعين .. في دائرة الإستهداف

مقالات - الكوثر: يجمع الامام الحسين( ع ) بين القلوب، فلا قدرة على وجه الارض يمكن ان تفصل بين هذه القلوب، وزيارة اربعين الحسين لهذا العام، ستكون الدليل العلمي على هذه الحقيقة. فالحسين أمضى سلاح يمكن للعراقيين والايرانيين ان يرفعوه في وجه الاعداء.

منذ عام 2003 حتى اليوم (2018) ، واعداء الشعبين العراقي والايراني ، واعداء اتباع اهل البيت (ع) بشكل عام، يتحينون الفرص للانقضاض على اللحمة التي تربط الشعب العراقي بالشعب الايراني وبجميع اتباع اهل البيت(ع)  في العالم، بعد ان بدت هذه اللحمة هي الحصن الحصين الذي حال ويحول، دون استفراد هؤلاء الاعداء بالشعب العراقي، والانتقام منه، بسبب تخليه عن الطغمة الصدامية المجرمة التي ناصبت اتباع اهل البيت(ع) العداء، ومارست ضدهم اساليب وحشية، لا تقل وحشية عن ممارسات “داعش”

امريكا و “اسرائيل” ومن ورائها الرجعية العربية واذيالهما من البعثيين و “الدواعش”، وخلال اكثر من عقد ، رغم ما نفقوه من مليارات الدولارات، وما اقترفوه من جرائم يندى لها جبين الانسانية، ورغم تجنيد اخطبوط اعلامي ضخم ينفخ ليل نهار في نيران الفتن الطائفية، وزرع الاحباط والبأس في قلوب العراقيين، فشلوا في اضعاف اللحمة التي تجمع الشعبين العراقي والايراني، الامر الذي اصاب هذا التحالف غير المقدس بالجنون والهستيريا.

آخر محاولات هذا التحالف الاجرامي ضد الشعبين العراقي والايراني واتباع اهل البيت (ع) بشكل عام ، كان هجوم “داعش” عام 2014 على العراق ووصوله الى ابواب بغداد وتهديده النجف الاشرف وكربلاء المقدسة، وارتكابه الفظائع في سبايكر وسبي العراقيات، ولم يوقف هذا الخطر الداهم الا المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد السيستاني والفتوى التاريخية التي اصدرها والتي اسفرت عن ولادة الحشد الشعبي، وكذلك الدعم الايراني السريع للقوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي.

افشال التلاحم بين الشعبين العراقي الايراني لمؤامرة “داعش” وكل المؤامرات السابقة، جعل التحالف غير المقدس يلجأ هذه المرة الى استهداف عناصر قوة التلاحم واللحمة التي تربط هذين الشعبين، وهي بالتالي سر قوة الشعبين العراقي والايراني، الا وهي ملحمة كربلاء ومن بين ابرز تجليات هذه الملحمة “زيارة الاربعين” التي ارعبت اعداء الشعبين العراقي والايراني.

زيارة الاربعين التي وصل اعداد المشاركين فيها خلال الاعوام الماضية الى اكثر من عشرين مليون من اتباع اهل البيت من العراق ومن مختلف انحاء العالم، وخاصة من جمهورية ايران الاسلامية. هذه الزيارة هي التي تضخ كل الزخم والعنفوان في اللحمة التي تربط الشعبين العراقي والايراني، وتحول دون ان تمتد يد العابثين الى العلاقة الاخوية بين ايرن والعراق . هذه الزيارة اصبحت اليوم مستهدفة، وما احداث البصرة الاخيرة والاعتداء الذي تعرضت له القنصلية الايرانية في البصرة والشعارات التي رفعها المندسون من البعثيين و”الدواعش”، كانت بروفة لما يريد ان ينفذه هذا التحالف عبر البعثيين و”الدواعش”  في زيارة الاربعين هذا العام.

جميع الحريصين على اللحمة الاخوية التي تربط اتباع اهل البيت(ع)، وخاصة تلك التي تربط الشعبين العراقي والايراني، حذروا من المخطط الامريكي الصهيوني العربي الرجعي للنيل من قوة اتباع اهل البيت (ع) في العراق وايران والعالم اجمع، وهي زيارة الاربعين، عبر التعرض للزوار الايرانيين، او رفع شعارات خبيثة، او نشر شائعات الهدف منها التلاعب بمشاعر السذج والمغرر بهم، ويمكن تلمس حجم الخطر، عندما نعلم ان بعض الدول الخليجية الغنية فتحت ابواب خزائنها على مصرعيها من اجل تنفيذ هذا المخطط الخبيث، بعد فشل جميع مخططاتها السابقة على صخرة التلاحم بين الشعبين العراقي والايراني.

رغم ان التحالف الطويل العريض وغير المقدس، ورغم حجم الحقد والغل الذي يحمله على اتباع اهل البيت (ع)، ورغم الاموال الطائلة التي ينفقها هذا التحالف لنشر الفوضى والفتن وشراء الذمم، ورغم الامبراطوريات الاعلامية، الممولة بالدولار النفطي والغازي، والحرب النفسية التي يشنها على اتباع اهل البيت(ع)، ورغم الجيش الجرار من علماء السوء ووعاظ السلاطين ومنابر الفتنة الطائفية، ورغم طابورهم الخامس من البعثيين و “الدواعش”، تبقى اللحمة المباركة التي تربط بين الشعبين العراقي والايراني هي الاقوى، لانها قائمة على حب الحسين، فحب الحسين يجمع العراقيين والايرانيين، وعندما يجمع الامام الحسين( ع ) الحسين بين القلوب، فلا قدرة على وجه الارض يمكن ان تفصل بين هذه القلوب، وزيارة اربعين الحسين لهذا العام، ستكون الدليل العلمي على هذه الحقيقة. فالحسين أمضى سلاح يمكن للعراقيين والايرانيين ان يرفعوه في وجه الاعداء.

شفقنا - منيب السائح