عمليات تخريبية ودموية تقوم بها المجموعات المسلحة وعناصر استخباراتية اجنبية تحت عنوان "داعش" لتحصد ما تسمى بـ"المعارضة السياسية" الهزيلة فوائدها.
هذا المشروع وتطبيقه في ايران ليس بالسهولة التي جرى تطبيقه بها في سوريا، خاصة وانه فشل في سوريا نفسها، وايضاً في العراق وفي لبنان وفي اليمن بسبب الحشد الشعبي والمقاومة الاسلامية (حزب الله) وانصار الله المدعومين سياسياً وامنياً ولوجستياً من الحرس الثوري وفيلق القدس بالتحديد... لذلك يحتاج الى تهيئة نفسيه للداخل الايراني وضغوطات اقتصادية كبيرة جداً – مع خبرة ايران في الالتفاف على اشد العقوبات - والى تحالف دولي كما نرى فيما بات يعرف بالناتو العربي والى فوضى اقليمية وعدم استقرار عام يلقي بظلاله على ايران.
وعلى هذا الاساس جرى نقل اعداد كبيرة من " دواعش" العراق وسوريا الى افغانستان على يد القوات الامريكية وحلفاءها، وتم الاعداد لفوضى البصرة بادارة القنصلية الأميركية، كمنطلق لفوضى الضفة الاخرى من نهر اروند او شط العرب، اي محافظة خوزستان.. والاعمال الارهابية التي جرت في كردستان على يد الحزب الديمقراطي الكردستاني – الايراني.
* أساس الفكرة
يعتمد المشروع الصهيواميركي - الاعرابي والذي تشارك فيه الى جانب الولايات المتحدة واسرائيل كل من السعودية والامارات، على ان تشكل الجماعات المعارضة حاضنة "لداعش".. تقدم للاخيرة تسهيلات لوجستية من قبل الاولى لان المجتمع الايراني بكل مذاهبه بعيد عن التطرف ومتداخل قومياً وله اعتزاز بأنتماءه الوطني.. وهو ما نشاهده في اي قضية تظهر او تتعرض فيها منطقة في ايران الى مشكلة او كارثة.. مثل: زلزال كرمانشاه، حادثة الاهواز الارهابية، غرق السفينة سانجي، انهيار مبنى بلاسكو في طهران..
وبالتالي ستكون "داعش" (طبعا لا وجود لها إلاّ في عقلية صانعيها الامريكان والصهاينة) هي الحمار الذي يصل من خلاله المعارضون السياسيون الى السلطة، يقدمون لها الدعم ويتعاونون معها بأوامر فوقية وفي ذات الوقت يدينون اعمالها الاجرامية، بل ربما يلصقونها بالنظام!!!.
بأنتظار الظروف:
تماسك الوضع الايراني وقوة الاجهزة الأمنية ومستوى الوعي بين الناس يجعل من هذا المشروع صعب التنفيذ، يضاف الى ذلك هشاشة ما يسمى بالمعارضة.. ورغم امكانية اميركا واسرائيل والانظمة الاعرابية في تأجيج الوضع الدولي والاعلامي لكن ذكاء الدبلوماسية الايرانية جعل الاطراف الاخرى معزولة في مقابل: روسيا – الصين، اوروبا واغلب بلدان العالم الاخرى (منظمات بريكس، شنغهاي، عدم الانحياز، الاتحاد الاوروبي، التعاون الاسلامي و...) لذلك فالمعارضة بانتظار الظروف الدولية والتبعات الداخلية لتشديد الحظر الامريكي على ايران بأعتبارها – حسب قول احد رؤساء المجموعات الارهابية ـ فرصة قد لاتتكرر تاريخياً!!
* كيف تعاملت ايران في مواجهة هذا المشروع:
هنا سوف اتحدث باختصار شديد وضمن بعض النقاط لاترك الأمر الى مقال اخر قد اتناول فيه الامر بالتفصيل:
1. لم تخرج من الاتفاق النووي ولم تنساق للإستفزاز الأميركي في ذلك.
2. عززت علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وصبرت على كل اجراءات عدم الالتزام بالعهود والمواثيق.
3. الى الآن استطاعت ان تدير الوضع الاقتصادي رغم صعوباته...
4. عملت على تهدئة المحيط الاقليمي وعلى تعزيز علاقاتها الحسنة مع جميع الدول المجاورة، الا ان بعض الانظمة الخليجية المعادية أساساً (السعودية – البحرين وجانب مشايخ الامارات السبعة).
5. تهدئة الوضع العراقي وعدم الاجرار وراء استفزازات اميركا والسعودية والقوى المرتبطة بها، واحباط فوضى تشكيل الحكومة وفق الاجندات الأميركية.
وحول الرؤية الايرانية للوضع العراقي وما كان مستهدفا من فوضى البصرة والجنوب، أعد القارئ الكريم بمقال مفصل وصريح!
6. الرسائل الصاروخية كانت واضحة لاميركا واذنابها بان ايران لن تجامل احداً على حساب امنها وان هذه الصواريخ التي تسقط على العملاء اليوم سوف تسقط غداً على رؤوس مشغليهم.
7. رسائل المناورة العسكرية في مضيق هرمز وامكانية قطع هذا الشريان اذا ما اضطرت لذلك، وان كانت ايران لاتحبذ وصول الأمور الى هذا المستوى.
8. العمل على تهدئة الوضع الأفغاني بالتعاون مع روسيا والهند والصين واطراف في الحكومة الافغانية.. وقد يشهد الأمر نوع من التقارب بين الحكومة وطالبان او هدنة طويلة الأمد على حساب "داعش" التي جاء بها الأميركان من العراق وسوريا.
9. خلق منظومة أمنية تمتد من بيكن شرقاً الى بيروت وغزة غرباً، وشمالا من موسكو الى عدن ونيودلهي جنوباً، في مواجهة استراتيجية الفوضى الأميركية.
10- فتح جبهة جديدة امام العدو الصهيوني في الجولان وجعل التهديد الصاروخي للمقاومة حقيقيا وفاعلا ً تجاه العدو، خاصة وان الظروف الحالية والصدم الروسي الاسرائيلي اضحى لصالح المقاومة.
11. إنتزاع تركيا من المحور الأميركي ودفعها باتجاه أوروبا كخطوة أولى بعد ان جرى نزعها من المحور السعودي – القطري السابق.
12. ليس الهدف هو إسقاط النظام لأنه صعب وبعيد المنال وحلم يقظة يعيشه ابن سلمان وابن زايد الغارقين في الوحل اليمني، بل مجرد التدمير والمشاغلة عن الدور الاقليمي الايراني فيما يتعلق بجبهة الجولان ودعم المقاومة وافشال صفقة القرن وافهام السعودية بان عصرها التخريبي انتهى الى غير رجعة.
ربما نشهد تصعيداً في الشهرين أو الثلاثة المقبلة وعمليات أمنية واغتيالات على غرار ما يحدث في العراق حالياً.. لكن ذلك هو النفس الأخير للعدوان وستعجّل باطلاق رصاصة الرحمة عليه.
كل ما نحتاجه حالياً هو الوعي وعدم الانجرار وراء الاستفزاز، وتأكدوا بأن النصر مع المؤمنين الواعين.
بقلم : علاء رضائي