ففي ظل التقدم المضطرد والانتصارات الكبرى التي حققها تحالف محور المقاومة في كل الجبهات مقابل حالة العجز والاحباط الامريكيين اللذان يمنعانه من اللجوء الى انقلابات عسكرية كان ولا يزال يتمناها ضابط الايقاع الامريكي ، لم يعد امام الماسك بخيوط بقايا البقايا من قوى الرجعية و والظلامية سوى هذا الخيار لعله يعصمه من طوفان يوم القيامة المقاوم القادم في المنطقة...!
من ايران الى لبنان الى العراق الى اليمن ودائماً سورية التي تتقدم بكل تؤدة واطمئنان في الحرب العالمية على الارهاب تساقطت مشاريع الحروب والفتن العرقية والمذهبية والطائفية المتنقلة ،فما كان من المتكبر والعنجهي الامريكي المتقهقر الا اعلان استنكافه لنتائج معارك صناديق الاقتراع العاكسة لموازين تحولات الميدان ...!
المصادر الوثيقة الصلة بالشأن العراقي تؤكد لنا بان عجز الامريكي في الحصول على مايريده من صندوق الاقتراع هو الذي دفع به لتبني مشروع الانقلاب الابيض الناعم على العملية الديمقراطية هناك بسلاح الفتنة الشيعية الشيعية هذه المرة ولكن بظاهر اصلاح وباطن هدام ترعاه بقرته الحلوب ...!
وفي هذا السياق فقد اكد مصدر استخباري متابع للشان العراقي بما يلي :
١) اتفق رئيس الوزراء العراقي الحالي مع الامريكي والبريطاني ( المخابرات ) ان يقدموا له الدعم لتوليه رئاسة الحكومه العراقيه القادمه مقابل ان يعمل على دمج العراق قي المخطط الاميركي الرامي لمواجهة ايران في العراق بشكل خاص وقي المنطقه بشكل عام .
٢) قطع لهم وعدا بان يقوم ، في حال توليه رئاسة الحكومه ، وبصفته قائدا اعلى للقوات المسلحه ، بإبعاد الحشد الشعبي عن الحدود العراقيه السوريه .
٣) كما تم الاتفاق بينه وبين الامريكيين على تسليم امّن الطرق الدوليه بين العراق وكل من الاردن وسورية لشركات امنيه امريكيه وذلك لضمان إنهاء سيطرة الحشد الشعبي على طرق الامداد من ايران الى سورية .
٤) قدم له الامريكيون وعدا بتحييد داعش في العراق بالتوازي مع الخطوات التي ينفذها العبادي في مواجهة ايران .
بالمقابل يجزم المصدر الانف الذكر :
بان الحلف الامريكي البريطاني لن يستطيع فرض شروطه المتعلقه برئاسة الحكومه العراقيه القادمه ورئيسها وذلك بسبب إمساك القوى الحية والمقاومة في العراق بتلابيب المجتمع والدولة بالاضافة الى تطويقها للعاصمة بغداد بعدة احزمة قادرة على وأد اي تحرك معادي لطموحات الشعب العراقي ...!
هذا كما يجزم المصدر نفسه بان المتابعين للشأن العراقي من الايرانيين باتوا ممسكين باغلبية خيوط اللعبه السياسيه في العراق و ان من يعتلي السرج هناك كما يقولون لن يكون سوى الجنرال الحاج قاسم سليماني وليس المبعوث الاميركي ....!
ايضا يعتقد المصدر جازما بان الحاكم المقبل للعراق لم يعد بقوة جواز السفر الاجنبي الثاني الذي يحمله كما كان قد خطط بريمر وانما بجواز سفره الاول وهويته الوطنية العراقية ، سيما وان النتيجه النهائية للصراع على المنطقة قد حسمت نهائيا لصالح تحالف محور المقاومة ...!
واذا كان ثمة في الغرب من يفكر بالانقلاب على العملية السياسية بعد شعوره بالخذلان والاحباط من العراقيين ، فان عليه ان يعلم بان صبر نحو عقدين من الزمن على انتهاكاته ، بات اليوم اقوى من ان يقبل بانقلاب ابيض ، وقادر على تسلم السلطة مباشرة بايدي رجال عملوا واعدوا لمثل هذا اليوم ...!
وكل الشواهد والقرائن والاشارات المتحركة بين بغداد والنجف الاشرف وبالعكس تشير الى قرب انتهاء عملية احباط الانقلاب الناعم الامريكي الاول الذي بدأ باقالة رئيس الحشد الشعبي، وانه لم يبق سوى عملية التظهير المطلوبة ووضع اللمسات الاخيرة على نجاح عملية استعادة زمام المبادرة من الانقلابيين الذين خسروامقام كتابة الرواية بعد ان اضاعوا شرف تذوق شهد الولاية ... !
أبو الصادق النجفي