١)ان كافة عمليات القصف الجوي والصاروخي الاسرائيلي ضد أهداف ايرانيه في سورية ، وعلى مدى الواحد وعشرين شهر الماضيه ، لم تؤد الى ردع الجنرال قاسم سليماني وانما جعلته يبتدع أساليب جديده لإعادة انتشار قواته في سورية واستخدام تكتيكات عسكريه جديده تضمن أمن قواته وحمايتها من الهجمات الاسرائيليه .
٢)ويتابع الجنرال غولان قائلا : ان هذه التكتيكات الجديده للجنرال سليماني ، ورغم قصفنا لاهداف ايرانيه بمعدل عشر مرات شهرياً ، فان الجنرال سليماني تمكن من مواصلة تحشيد قواته وتدعيم الوجود العسكري الإيراني في سورية .
٣)واستطرد قائلا : لذلك فان من غير الممكن الانتصار في الحرب بواسطة العمليات الاستخباريه واستخدام النيران الدقيقة ( يقصد القصف الجوي او الصاروخي لاهداف محدده دون عمليات بريه ) .
والدليل على ذلك ان الجنرال سليماني لم يتوقف لا بل حتى لم يخفض مستوى عملياته جراء القصف الاسرائيلي ، وانما عمد الى توسيع وتعميق البنى التحتيه ( العسكريه ) الايرانيه في سورية .
٤)وتابع قائلا : ان كل من يعتقد ان النظام الإيراني آيِل الى السقوط فهو واهم .
٥)وقد دفعت تصريحات الجنرال يائير غولان هذه، الوزير جلعاد أردنا Gilad Erdan ان يرد عليه ، في كلمة له في نفس المؤتمر ، قائلا : لعل من غير المناسب ان يصرح جنرال إسرائيلي مرشح لرئاسة أركان الجيش بهذا الكلام علنا ...!
6) في هذه الاثناء ادلى رئيس الشاباك الاسرائيلي السابق ، يعقوب بري Yaakov Peri t، بدلوه محذرا من خطرين إضافيين ( الى جانب الخطر الإيراني ) الا وهما :
•قيام حزب الله بمساعدة حماس في بناء مصانع لإنتاج الصواريخ .
•حصول حرب
(مقصوده مع حماس) بسبب الأوضاع المشتعله والتوتر في المنطقه .
من هنا فان من الضروري وضع عمليات محاولة الاغاره ، التي قامت بها التشكيلات الجويه الاسرائيليه يوم أمس ضد أهداف عسكرية سوريه في حماه وبانياس ، نقول من الضروري قرائتها وتحليلها بشكل دقيق وسليم وبعيداً عن العواطف والضجيج الإعلامي .
وهذا بالضبط ما قام به محلل كبير للعمليات الجويه ، وهو مواطن من احدى الدول الاوروبيه الكبرى ، حيث علق على تلك المحاولة قائلا :
1- لقد تم تنفيذ المحاوله باستخدام تشكيلين جويين اسرائليين .قام التشكيل الاول بالانطلاق من قاعدة روش بينا ( منطقة صفد ) باتجاه الشمال وصولا الى داخل الأجواء التركيه غرب الاسكندرون . بينما انطلق التشكيل الثاني من قاعدة رامان دافيد ( قرب حيفا ) متجها الى الأجواء اللبنانيه .
2- بعد وصول التشكيل الاول ، المكون من اربع طائرات ف ١٦ ، الأجواء التركيه بدأ التشكيل العامل في الأجواء اللبنانيه بتنفيذ سلسلة إجراءات توجيه عملياتي لضمان نجاح التشكيل الثاني في التسلل الى اقرب النقاط التي تسمح لمقاتلاته استهداف المواقع العسكريه السوريه .
3- كانت قوات الدفاع الجوي السوريه ومعها وحدات الحرب الالكترونيه تتابع التشكيلات الاسرائيليه ، ومنذ لحظة انطلاقها من قواعدها الجويه ، وتتابع مسارها ايضا محددةً بذلك أهداف العدوان . وقد كان قرار القياده العسكريه السوريه بالتصدي للعدوان وافشال أهدافه او منعه من تحقيقها سواء بالوسائط الصاروخيه للدفاع الجوي او بواسطة إجراءات وحدات الحرب الالكترونيه ، التي شاركت في عملية التصدي يوم أمس ، وتمكنت من ان تحرف عددا من الصواريخ الاسرائيليه عن أهدافها وتدميرها .
4- وهذا يعني نجاح القياده العسكريه السوريه في منع العدو من تحقيق أهدافه ، وبغض النظر عن ما يثار في بعض النقاشات حول عدم تدخل الدفاع الجوي الروسي او غير ذلك من الفتاوى التي تفتقد للدقة والمهنية ، وبالتالي فان القياده السوريه قد اتبعت تكتيكات عملياتيه لها ما يبررها ولكنها كانت ناجحة للغاية رغم عدم اسقاط أي طائره معاديه وهو امر لا بد ان يكون قد شمل احد عناصر اتخاذ القرار السوري .
5- وعليه فإنه يعتبر ان المحاولة الاسرائليه هذه ليست اكثر من فشل جديد يضاف الى سلسلة الفشل التي اصيبت بها "اسرائيل" في عملياتها السابقة . وهو ما يؤكد ، حسب رأي الخبير ، بان التعامل الروسي والسوري مع هذه المحاوله الفاشله كان مهنياً ودقيقاً وناجحاً طبقاً للمعلومات المتوفره لدينا .
انه عالم يتقدم ويسمو صعوداً بانفاس المقاومين الذي يرسم معالمه رجال من افخر معادن اعماق بلادي...
وعالم ينهار و يتقهقر الى قعر جهنم رويداً رويداً
يخط قدره الاسرائيليون على جباههم المتكسرة فوق شقوق صحارى بلادي...
بعدنا طيبين قولوا الله
محمد صادق الحسيني