نسي صاحبنا أو لعله لم يسمع ما يردده البعض الآخر أن مخترع التشيع يمني يهودي اسمه ابن سبأ وفي رواية ابن السوداء لأن أمه (وياللعار) كانت سوداء! رغم أن أهل اليمن دخلوا في الإسلام طوعا ولم يقض أحد على إمبراطوريتهم!!.
فات (المفكر) أن توزع التشيع في العالم القديم والمعاصر يحكم باستحالة هذا التصور الأبله وإلا فليفسر لنا سبب تشيع الملايين في الهند وباكستان وأفريقيا!!.
الحشيش الأفغاني رغم جودته العالية لا ينتج أفكارا بل هلوسات فلا يرى المتثاقف البائس حاجة لقراءة كتاب يستقي منه علما بل تدور أعينهم تتلقف التفاهات والنفايات وتطلق البلاهات!!.
لأن الفرس يكرهون أبي بكر وعمر –حسب زعمه- قاموا برفع أهل البيت عليهم السلام إلى مكانة لا يستحقونها نكاية فيهما وكأن قوله تعالى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا * فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا) نزل في تيم وعدي مستثنيا بني هاشم معدن الإيمان وأصل شجرة العلم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا!!!!.
ولأننا نعيش في أجواء ثقافية يعطرها الحشيش الأفغاني الفاخر فسنسمع بين الفينة والأخرى تارة عن التشيع الصفوي وتارة عن التشيع السياسي وقريبا عن التشيع النووي وهي تهمة ستطال كل من يساند حق إيران في تخصيب اليوارنيوم!!.
ضربت عليهم الذلة والمسكنة
لا يحتاج المرء إلى تأمل ليدرك أن عالمنا الإسلامي يفتقد إلى تلك التي يسمونها كرامة وأنه أدمن الذل والمسكنة (من يزيد إلى ترامب) منذ آثر الذي هو أدنى على الذي هو خير ومنذ أقصى الأكارم وقدم النفايات البشرية فأصبح تلقي الصفعات والضرب على المؤخرات مكونا من مكونات الكياسة والسياسة النخاسة (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ).
الذين ذبحوا حسينا عليه السلام وقاتلوا قبله علي بن أبي طالب هم قتلة الأنبياء أعداء الكرامة الإنسانية وهم سبب الذلة والمسكنة التي تتمرغ فيهما الأمة إلى الآن.
حالة تبلد وانعدام حس وكرامة أدمنها عبيد النص المزيف الذين يصرون على اعتبار يوم عاشوراء يوم فرح وبهجة وسرور أو أولئك الذين يعتريهم الغل والغضب لرؤيتهم المعزين باستشهاد أبي الأحرار لا لشيء إلا لأنه يذكرهم بعارهم الموروث وواقعهم المنكوس.
الذين تهتز مشاعرهم كل عام في ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام ينتفضون من أجل الكرامة الإنسانية (ولقد كرمنا بني آدم) بينما يفتري عليهم سدنة كهنة معبد النخاسة بالزور والبهتان ويصفونهم بالبدعة والضلالة!!.
إنها انتفاضة الكرامة التي انطلقت عام 61هـ بقيادة أبي الأحرار الحسين بن علي وستبقى متواصلة لا تنطفئ حتى تنال هذه الأمة كرامتها المسلوبة رافعة شعار (هيهات منا الذلة)!!.
كلما هتف هاتف بهذا الشعار اسودت وجوه عبيد السوء!!.
دكتور أحمد راسم النفيس
20/09/2018