كما أنها تسعى لتطبيق السيناريو السعودي - الصهيوني للتاثير على الانتخابات اللبنانية وتعزيز قوات الائتلاف السعودي ضد الشعب اليمني.
ومن غير المستبعد أن تتمحور الخطوة اللاحقة بالسعي لزيادة الضغوط الدولية بتعاون من السعودية ضد الجزائر و جبهة البوليساريو كرد جميل لخدمة المغرب من قبل السعودية .
وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة اعلن مساء الثلاثاء( 1 مايو) قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إيران ومن دون الكشف عن الاسباب او الادلة التي تثبت مصداقية هذه الاتهامات سعى ألى ربط القرار بتهديد الأمن الوطني للملكة وتهديد المواطنين المغاربة من قبل ايران و حزب الله والتلويح بسعيهما لزعزعة الامن في الاراضي المغربية.
اعلان المغرب بقطع علاقاته مع ايران كان متزامنا مع تصعيد الضغوطات السعودية الصهيونية الامريكية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية لإفشال محورالمقاومة ضد الكيان الصهيوني بذريعة الملف النووي الايراني وقدراتها الصاروخية .
وتؤكد المؤشرات على أن تنفيذ هذا السيناريو يتطابق كثيرا مع السيناريو الصهيوني السعودي ضد ايران و اتهامها بزعزعة الاستقرار في المنطقة من خلال دعمها للارهابيين و تزويدهم بالصواريخ على حد قولهم . في اشارة الى حركات المقاومة الاسلامية التي تعارض سياسات الكيان الصهيوني وحليفتها السعودية في المنطقة. الامر الذي يثبت فبركة السيناريو في الرياض وتطبيقه من قبل المغرب في هذا التوقيت بالتحديد .
كما أن وزراء خارجية السعودية و الامارات و البحرين أيدوا و باركوا هذا القرار منذ لحظاته الاولى . لکن السؤال الذي يطرح نفسه في اوساط الراي العام العربي والمغربي هو، ما الدافع الاساسي لقيام المغرب بإجراء هذا السيناريو .
هناك عدة امور يمكن استنتاجها من الموقف المغربي ونلخصها في النقاط التالية:
الاول : قيام المغرب بتوجيه اصابع الاتهام ضد ايران و حزب الله ياتي في اطار تطبيق السيناريو المنسق من قبل السعودي -الصهیوني للانتخابات اللبنانبة و تقليل شعبية و اصوات حزب الله فيها . و من المحتمل أنه تم الاتفاق على هذا السيناريو خلال اللقاء الثلاثي الذي جمع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وملك المغرب في باريس.
اللافت أنهم لم ينتبهوا إلى هذة النقطة بأنه في ظل التوتر القائم في المنطقة وإنشغال حزب الله في سوريا والانتخابات اللبنانية ما هو الدافع لحزب الله أن يحشر نفسه في قضية اقليمية قديمة في شمال افريقيا لم تنته منذ عدة عهود .
الثاني: نظرا للتطورات المستجدة فأن المملكة المغربية تستخدم قضية وطنية كالصحراء الغربية لاثارة الحس الوطني وإلهاء شعبها بحرب خارج الحدود لكي تتوفر الظروف في الداخل لإرسال قواتها العسكرية الى اليمن بذريعة التدخلات الايرانية المزعومة ضدها حتى تستجيب للضغط السعودي عليها لتعزيز صفوف الائتلاف ضد الشعب اليمني . الامر الذي لم يستطع المغرب تنفيذه في السابق خوفا من تداعياته ومعارضة شعبه .
الثالث: إنها الاجواء المتوترة في العلاقات المغربية السعودية التي بدء ظهورها منذ معارضة المغرب لمشاركة قواته العسكرية في الائتلاف السعودي ضد اليمن. حيث كانت تتوقع السعودية حينها أن يقف المغرب بجانبها ويرسل قواته العسكرية الى اليمن .
السعودية دعمت المغرب في ظل احداث "الربيع العربي" لكي تستطيع السيطرة على الاوضاع المتوترة داخل البلاد. و بالإضافة إلى ذلك تلقت المساعدات الاقتصادية من دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي في اطار الشراكة الاقتصادية لكن عدم وقوفها مع الائتلاف السعودي وتلخيص مشاركته بصورة رمزية أثار غضب السعوديين . لهذا تهدف المملكة المغربية اليوم الى اعادة العلاقات من خلال استخدام ورقة قطع العلاقات مع ايران لتصحيح سياساتها تجاه السعودية.
الرابع: السعي لتغيير موازين القوى في منطقة المغرب العربي ضد الجزائر من خلال كسب الدعم السعودي وحلفائها. التقارب السعودي - الجزائري خلال الاشهر الماضية والذي ادى الى التوقيع على العديد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين بات يقلق المسؤولين المغربيين . لهذا قبل المغرب الاقتراح السعودي - الصهيوني المبني على قطع العلاقات مع ايران بذريعة التعاون مع جبهة البوليساريو .
الخامس : تحريض الدول الاوروبية لاسيما الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ضد الجبهة البوليساريو من خلال خوض حرب اعلامية ضدها و التاكيد على نقطة ان انفصال البوليساريو من المغرب سيؤدي إلى انتشار المنظمات الارهابية و المتطرفة قرب الحدود الاروبية من ناحية الجنوب. و من غير المستبعد أن تتمحور الخطوة اللاحقة بسعي المغرب لزيادة الضغوط الدولية ضد الجزائر و جبهة البوليساريو بتعاون من السعودية كرد الجميل للمغرب بسبب خدمته لها .
احمد جرفي