السعودية وسياسة الضد النوعي الشيعي!

السبت 5 مايو 2018 - 09:46 بتوقيت غرينتش
السعودية وسياسة الضد النوعي الشيعي!

مقالات ـ خاص الكوثر: لم تترك السعودية انتخابات في المنطقة الا وتدخلت فيها بشراء الذمم والاصوات واغراقها بالمال الوسخ، انها الصنعة الوحيدة التي يجيدها الحاكم السعودي الى جانب الفساد والعمالة والذبح!

عام 2018 يمكن تسميته بعام الإنتخابات، حيث شهدت الكثير من البلدان إنتخابات رئاسية أو برلمانية أو بلدية وفي الطريق العديد من الإنتخابات الأخرى..

ورغم أهمية الإنتخابين الرئاسيين في كل من روسيا ومصر (مع الفارق) واللذان بديا محسومين سلفاً لصالح الرئيسين فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي لعدم وجود منافس قوي أمامها، خاصة في الحالة المصرية، وهو ما حصل.. هناك استحقاقان تشريعيان مهمان للغاية، احدهما في لبنان والآخر في العراق.. الاستحقاق البرلماني اللبناني يأتي بعد تسع سنوات من التمديد، الذي سأم اللبنانيون منه، وقد بدأت الانتخابات في الخارج لأول مرة وفي 33 بلداً  وسوف تستكمل غدا الأحد السادس من مايو- أيار في لبنان.

أما العراقيون فسيكونون على موعد مع إنتخاباتهم التشريعية في الثاني عشر من هذا الشهر (12 مايو) ايضاً..

نعود الى السعودي الذي ظهر فشل سياساته في أغلب البلدان التي تدخل فيها رغم انفاقه مئات المليارات من الدولارات.. واخيرها ما جرى لما يسمى بالمعارضة السورية وتشتت المرتزقة بين الاستقالات والانزواء وتبعثر المجموعات الارهابية المرحلة نحو الشمال والتي بدأت تتقاتل وسيزداد اقتتالها في المراحل اللاحقة مع كل انتصار يحققه الجيش السوري وحلفاءه.

السعودية تبدو مهتمة جداً بإنتخابات هذين البلدين (لبنان والعراق) لباقايا مرتزقة فيهما! ولانها تعتقد ان اي تقدم تسجله سيكون على حساب ايران ومشروعها المقاوم.. فقد حشدت شياطينها في الداخل وسخرت اعلامها وبعوضها الالكتروني وانفقت المليارات على مرتزقتها، عسى ان يحققوا لها ما فشلت داعش والنصرة وجيش الاسلام والبعث وجميع المنافقين والارهابيين انجازه على مرّ السنين الماضية.

هدف السعودية هو محاصرة المقاومة الاسلامية، حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، من أجل خدمة أسيادها الأميركان والصهاينة، وبزعمها مواجهة النفود الايراني في المنطقة الذي بدأ يضيّق الخناق على سندها والدعامة الثانية للسياسة الاميركية في الشرق الأوسط، اي الكيان الصهيوني!..

والسلوك السعودي يشكل بحدّ ذاته اعترافاً بأن محور المقاومة الذي تقوده الجمهورية الاسلامية هو الجبهة المقابلة للمشروع الصهيو ـ أميركي الذي يستخدم المال الخليجي والفكر الوهابي ضد الأمة الاسلامية وشعوب المنطقة...

الضد النوعي:

السعودية التي كانت تعتبر نفسها زعيمة العالم الاسلامي السني والتي للاسف الشديد قادت قطاعات "كبيرة" منه نحو التيارات التكفيرية الوهابية المتطرفة، وادخلته في حروب مع باقي المسلمين والعالم.. وجدت بعد عشرات السنين ان سياساتها باءت بالفشل هي الاخرى، وللاسباب التالية:

1. مقاومة العالم تجاه سياسات الكراهية والاحقاد الوهابية والقبلية المتخلفة.
2. وعي المذاهب الاسلامية السنية وطردهم للفرقة الوهابية الضالة، كما حصل في مؤتمر غروزني.
3. بشاعة الصورة التي قدمها الاسلام الوهابي.
4. استقواء الوهابية في الداخل السعودي بما يهدد الشراكة مع آل سعود على السلطة، وحيث اصبح الفكر المتحجر واحدا من أهم أسباب تخلف السعودية رغم إمكانياتها المالية الكبيرة.
5. تحول الاستراتيجية السعودية مع مجيء الحكام الجدد من آل سلمان، من الاعتماد على الفكر الديني المنحرف والمتطرف الى الاعتماد المباشر على القوة الاميركية والتحالف العلني مع الصهاينة.
6. ولعل الاهم من ذلك كله مقاومة المذاهب الاخرى للسياسة السعودية بغطاءها المذهبي الفج والمتوحش، وخاصة اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام، حيث زاد التمسك بالمباديء والقيم التي تمثلها هذه المدرسة الاسلامية الاصيلة.

لذلك صار السعودي يبحث عن خدع أخرى يمكن من خلالها النفوذ في الكيانات والمجتماعات الاخرى، وخاصة الشيعية منها، فكانت "العروبة والاسلام الوسطي والاعتدال السياسي" الشعارات البراقة الوحيدة التي يمكن ان يلجأ اليها، وجميعها كاذبة فعروبة السعودي لا تتجاوز "غترته وعقاله وبشته" وهذه ايضا يرميها جانبا ويصبح على حقيقته عندما يضع قدمه خارج مملكته القبلية التي تفرض هذا الزي عليه.. لان العروبة سلوك وله مقتضياته ناهيك عن ان جميع القوى العروبية الاصيلة على الضد من المشروع السعودي التبعي والاستلابي.

واسلامه الوسطي خدعة لانه لا يعبد ويدين الا لرب وسيد واحد هو سيد البيت الابيض الذي يحج حجه الحقيقي اليه، كلما تم استدعاءه أو ألم به وجع داخلي أو إقليمي!.. وسطية آل سعود تذكرنا دائما بقطعان فيصل الدويش وفتاوى بن باز وابن عثيمين وعبد العزيز آل الشيخ في جواز مداهنة اليهود وقتل المسلمين بدعوى الارتداد والشرك.

اما اعتداله السياسي فالجميع يعرف معناه وهو الارتماء اكثر بحضن امريكا وبريطانيا ومحاربة حركات التحرر، بل معاداة كل صوت مقاوم للاحتلال الصهيوني والعبودية للغرب.

لكن جديد المؤامرة السعودية التي تجلت في الاستحقاقين الإنتخابين اللبناني والعراقي وقبله من خلال نثر المال القذر واستجلاب ضعاف النفوس، هو السعي لخلق ضد نوعي من داخل المكوّن الشيعي، لضرب المقاومة من الداخل وبعثرة جماهيرها تحت عناوين مستهلكة عنصرية وشوفينية.

لذلك ينبغي التأشير بعلامة إستفهام كبرى على كل من يتحدث عن التشيع العربي والتشيع الفارسي (وهكذا في دائرة اوسع الاسلام) فهؤلاء مرتبطون بهذا المشروع الصهيوأميركي، ورضعوا من البترودولار الخليجي.. ولا اريد هنا ان آتي باسم المرتزقة واسماءهم، حيث يكفي وضع منهجية للتعرف عليهم.

وتبقى المعضلة السعودية ان هؤلاء لا يشكلون وزنا وهم اشخاص منبوذين وميشر تحت اسماء معضمهم من زمن بعيد، بل زاد كره الناس لهم بسبب هذا الارتباط مع جهة اصبحت تتحدث علانية عن علاقتها بالصهاينة وتقدم الجزية امام عدسات المصورين لترامب واسرته المتصهينة، والاخير يمعن بالاستهزاء بها وتحقيرها بكل رعونة!

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يسمح أحرار لبنان والعراق بنجاح هذا المشروع التآمري السعودي الصهيو ـ أميركي.. أم أن مصيره سيكون الفشل كباقي الحصاد الاميركي ـ السعودي؟

ما علينا إلاّ ان ننتظر النتائج وما تفرزه صناديق الاقتراع في لبنان والعراق، إن سلمت هي الأخرى من التزوير التقني الأميركي؟!!

بقلم: علاء الرضائي