سورية تبدأ الجولة الفاصلة في ادلب.. وخياران حاسمان لتركيا

السبت 13 يناير 2018 - 10:09 بتوقيت غرينتش
سورية تبدأ الجولة الفاصلة في ادلب.. وخياران حاسمان لتركيا

مقالات - الكوثر: لم يعد ممكنا تصور غير ذلك: توجيه سورية وحلفائها الضربة القاضية للإرهاب بعد اكتساب جولات كثيرة بالنقاط على مستوى مساحة الأرض السورية، والتي على ما يبدو، لم تقنع أعداء سورية من مفعلي الإرهاب والاستثمار فيه قبل اقتناع الإرهابيين أنفسهم في “إدلب” وغيرها بجدية التوجه نحو الحسم؟ ومستند ذلك قرارات مجلس الأمن التي تصنف الإرهابيين وتوصفهم. منهم جبهة النصرة ومن يقاتل تحت رايتها، من حيث هي الأصل والآخرون الفرع، طبقا لمنهج فكري واحد، وتبعية خارجية متعددة لكنها واحدة الهدف: تدمير سورية.

على مشارف إدلب:

أعلن الجيش الروسي أن الهدف الرئيس في عام 2018 هو القضاء نهائيا على الإرهاب الذي تمثله جبهة النصرة في سورية.

تجمع في إدلب آلاف من الإرهابيين، وباختيارهم كان ذلك، بعد أن عفا عنهم الجيش عند مقدرته على قتلهم أو أسرهم في أي مكان كانوا يتحصنون فيه من الأرض السورية. هم اختاروا عدم التصالح مع وطنهم سورية، ومع أبناء وطنهم. أداروا ظهورهم إلى الجميع ويمموا وجوههم إلى أعداء الوطن، أعداء سورية الذين لا شك في عدائهم لها وأولهم أميركا، ليرتهنوا بذلك لقراراتهم ضد سورية، ويعملو يدا بيد بالنار والقرار على تدميرها، لو قدر لهم ذلك؟.

اتخذ الإرهابيون من مطار أبو الضهور قاعدة يخططون فيها وينطلقون منها باتجاه تثبيت حالة العداء وحالة قطع مناطق التواصل بين أبناء الشعب الواحد، لا سيما طريق حلب – دمشق الدولي، الذي يخدم مصالح نصف سكان سورية أو أكثر. حينما انطلقت موجة تطهير الأرض منهم، انطلاقا من شمل وشمال شرق مدينة”حماه” باتجاه غرب وشمال غربها حتى مدينة إدلب، عاصمتهم، مثلما كانت الرقة أو كانت الموصل العراقية عاصمتي (داعش).

تتعاظم انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه باتجاه معاقل الإرهاب، وهاهم قريبا سيتخذون من مطار أبو الضهور، الموقع الاستراتيجي، قاعدة الإنطلاق لعزل مناطق واسعة للإرهابيين عن مدينة إدلب، ليحقق الجيش بذلك أهدافا عدة أهمها:

– كسر صلابة تماسك المجموعات الإرهابية التعبوي.

– إيصال رسالة إلى رعاتهم بأن ساعة خياراتهم قد أزفت، وأخص هؤلاء “تركيا” التي تتواجد عسكريا في مناطق عديدة من محافظة إدلب، دخلتها بالتنسيق وعلى ضوء مقررات “أستانة” لكنها خالفت فاستبدلت الشرطة العسكرية بالمشاة والمدفعية والمدرعات.

– الوصول عبر البر إلى الأماكن التي انطلقت منها طائرات (الدرونز) التي اعتدت على الروس، ومعرفة هويتهم بالنار.

الخيارات

– بالنسبة للحكومة السورية لا يوجد أمامها سوى خيار واحد، هو استعادة الأراضي التي سيطر عليها الإرهابيون بالقوة أو حتى، بالتراضي المشروط، إلى حضن الوطن.

– بالنسبة لأعداء سورية وخاصة تركيا يوجد أمامها خياران:

الأول: أن تلوي ذراع (جبهة النصرة) الإرهابية المتواطئة معها، ومعها بقية المجموعات التي ترتبط بها كـ(الحزب الإسلامي التركستاني، ومسلحي الإيغور وأحرار الشام) بغرض استمرار الالتزام بشروط مناطق خفض التوتر بانتظار نتائج مؤتمر “سوتشي” القادم الذي سيتحاور فيه جميع السوريين.

الثاني: الانحشار في زاوية نفاق رئيسها: فتصطف إلى جانب الإرهاب، مخالفة بصراحة قرار مجلس الأمن ذي الصلة، وتواجه عسكريا، حماية لللإرهابيين، الجيش العربي السوري وحلفائه، خاصة الروس الداعمين دعما لا يمكن الاستهانة به لا عسكريا ولا سياسيا. فتشتد عزلتها الدولية.

*مطلب مستجد على تركيا أن تلبيه. هو:

تحديد الجهة التي قامت بإطلاق طائرات (الدرونز) الموجهة والتي أُفرغت حمولتها من القنابل على القاعدتين الجوية والبحرية الروسيتين في حميميم وطرطوس. بعد التيقن الروسي من أن مثل هذه الطائرات لا يمكن أن تكون من تصنيع مجموعات محلية لاتصافها بتقنيات عالية المستوى، ولا يمكن أن تعبر إلا عبر الحدود التركية باتجاه محافظة “إدلب” السورية . هذا يمكن أن يكون من الأهمية بمكان ليشكل مطلبا لروسيا الاتحادية ومعها محور المقاومة، وذلك نزعا لفتيل نار صراع أعم وأشمل قد يكون الأخطر منذ بداية الحرب على سورية. إن استجابت تركيا تكون قد صححت مخالفاتها لمقررات “أستانة” المتمثلة بإدخال الجيش بدلا من الشرطة، والحشد باتجاه دخول (ممنوع) لمدينة “عفرين” السورية. ووضعت حدا للشك في موقفها (التفاهمي) مع “روسيا”.

الوهم التركي؟!

بتقديري إن تركيا لا تفهم، وغير متيقنة أن أميركا غير معنية بـ”إدلب” إلا من زاوية إطالة زمن الحرب على سورية، بهدف إعاقة الوصول إلى حل سياسي يتفق عليه السوريون، بالتالي سوف لن تكون قلقة إذا ما كُسرت شوكة تركيا فيها، الأمر الذي يضطرها إلى اللجوء إلى أميركا، أكثر مما هي تميل الآن إلى التماهي مع الدور الروسي في سورية على وجه الخصوص. أميركا تنتظر تركيا على المنعطف الكردي في شمال وشمال شرق سورية وفي جنوب شرق تركيا، وهي لا تخفي أنها معنية بخلق كيان كردي يكون حارسا لقواعد عسكرية، تتحول من المؤقتة إلى الدائمة، عندما ينكشف المشهد السياسي السوري عن (كيان كردي) تتبلور هويته المستقلة عن الدولة المركزية مع زمن تريد أميركا أن توفره من خلال تغذية نار الحرب على سورية، بوضعها العراقيل السياسية وتحريض حلفائها الإقليميين والدوليين من رعاة الإرهاب على إمداد المجموعات المسلحة بمستلزمات العمل المسلح (الإشغالي) إلى أطول زمن ممكن، والقصد تأمين مصالح في النفط والغاز لأميركا. هذا الأمر في العموم لا يتعارض مع دور تركيا التخريبي في سورية، إلا من ناحية الخوف من أن يمتد الكيان الكردي (السوري) باتجاه الجغرافيا الكردية في تركيا، نظرا لوجود أساس (ثوري) لهؤلاء في وجه السلطات العثمانية ومن بعدها الأتاتوركية..حتى الأردوغانية.

*أعلنت الخارجية السورية امس الاول استهجانها للموقف الفرنسي المتبني لادعاءات (جبهة النصرة) الإرهابية بخصوص استهداف الجيش السوري للمستشفيات والمدنيين. إنها اسطوانة مشروخة كما يقولون. في كل مرة يقترب يها الجيش العربي السوري من كسر مفصل مهم من مفاصبل الإرهاب تنطلق أصوات حماته حرصا على (المدنيين) وتاريخهم بالغ السواد كدول استعمارية بخصوص الاعتداء واستعباد المدنيين في كل مكان حلوا فيه.

*قد تكون هنالك وقفات للجيش العربي السورية في طريقه إلى تنظيف الأرض من الإرهاب، ولاعتبارات فقط سياسية، ولكن منسقة مع دول المحور وروسيا الاتحادية، إلا أن الطريق سيشق بالقوة باتجاه القضاء على الإرهاب في سورية فالأرض السورية”مقدسة” في السياسة السورية والإرهاب أخطر دنس يجب أن تنظف منه…

علي الدربولي / رأي اليوم

22/101