يا أيها السَّبْيُ المُطهَّرُ صامِدِ ****** وعلى رُؤُوسِ الظالِمينَ تصاعَدِ
في رِحلَة الإيمانِ نِلْتَ شوامِخاً ****** ومَضَيْتَ نِبراساً بِقلبِ حامِدِ
ما كربلاءُ سِوى مسيرةِ عزَّةٍ ****** أفضَتْ الى ظَفَرٍ ونصْرِ خالدٍ
والسَّبْيُ في حُبِّ الإلهِ مَحَجَّةٌ ****** وسبيلُ إعلاءٍ لأَمْرِ الواحدِ
لكنَّما الأحزانُ تُرهِقُ عَيشَنا ****** إذ كيفَ يُسبَى آلُ بيتِ القائدِ
وهُوَ الذي وَهَبَ الأنامَ صَنيعَهُ ****** دِيناً حنَيفاً باْنطلاقٍ راشِدِ
وقضى بوَحي الله أمْراً دونَهُ ****** بَذَلَ الصِّعابَ وشافَ جَمَّ شَدائدِ
لم يسألِ الأجرَ الجزيلَ لهُ سوى ****** وُدِّ القَرابةِ والسَّلِيلِ الماجِدِ
فإذا بأحفادِ الجَهُولِ" تُثِيبُهُ" ****** قَتلاً فظِيعاً للحَفِيدِ الرائدِ
رَبّاهُ ما تلكَ القساوَةُ مَسْلكاً ****** ساقَ الضَّغينةَ للنبيِّ الشاهِدِ
قَتَلُوا الحُسَينَ بكلِّ حِقدٍ ضارمٍ ****** وسَبَوا بناتِ مُحمدٍ بِتَعانُدِ
وعقيلةُ المُستَشْهِدينَ نَظُورَةٌ ****** بَعْدَ المصائِبِ نائباتِ الساجِدِ
يوماً تئِنُّ على مصائبِ كربلا ****** يوماً على السَّبيِ الأليمِ الحاقدِ
وتقولُ : أَينَ مُحمدٌ ووصيُّهُ ****** أينَ الزَكيُّ وهُمْ نَكالُ الفاسِدِ
أينَ المُحَدَّثَةُ العظیمةُ فاطِمٌ ****** في كربلاءَ وفي المَسيرٍ الجاحِدِ
تاللهِ قد وَأَدُوا موَدَّةَ أحمدٍ ****** أجراً اُريدَ لهمْ لِخَيرٍ واعِدِ
بقلم : حميد حلمي زادة
29 محرم 1439