وقد اخترنا قسما يسيرا مما اجاد به بعض الشعراء الذين عبروا عن هذه الحادثة العظيمة التي حلت بآل الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله).
وأول شعر رثي به الامام الحسين عليه السلام قول عقبة بن عمرو السهمي من بني سهم بن عوف بن غالب:
إذا العين فـّرت في الحيـاة وأنتم
تخافـون في الدُّنيـا فأظلم نـورها
مررت على قبـر الحسين بكربلا
ففاض عليه من دمـوعي غزيرها
فما زلت أرثيـه وأبكي لشـجوه
ويسـعـد عيني دمعهــا وزفيرها
وبكيت من بعد الحسين عصـائب
أطافت بــه من جانبيها قبــورها
سـلام على أهل القبور بكربـلا
وقـل لها منّي سـلام يـــزورها
سـلام بآصال العـشي وبالضُّحى
سـلام بآصال العـشي وبالضُّحى
ولا بـرح الوفّـاد زوار قبــره
يفـوح عليـهم مسـكها وعبيـرها
****************************
وللشريف السيد الرضي ابيات من قصيدة يندب جده الامام الحسين (عليه السلام):
كربلا لا زلت كرباً وبلا
مالقي عندكِ آل المصطفى
كم على تربكِ لما صرِّعوا
من دمٍ سالَ ومن دمعٍ جرى
وَوُجوها كَالمَصابيحِ فَمِن
قَمَرٍ غابَ وَنَجمٍ قَد هَوى
يا رسول الله لو عاينتهم
وهم ما بين قتلى وسبا
لَرَأَت عَيناكَ مِنهُم مَنظَراً
لِلحَشى شَجواً وَلِلعَينِ قَذى
لَيسَ هَذا لِرَسولِ اللَهِ يا **** أُمَّةَ الطُغيانِ وَالبَغيِ جَزا
جَزَروا جَزرَ الأَضاحي نَسلَهُ **** ثُمَّ ساقوا أَهلَهُ سَوقَ الإِما
يا قَتيلاً قَوَّضَ الدَهرُ بِهِ **** عُمُدَ الدينِ وَأَعلامَ الهُدى
قَتَلوهُ بَعدَ عِلمٍ مِنهُمُ **** أَنَّهُ خامِسُ أَصحابِ الكِساء
********************
ولدعبل الخزاعي قصيدة يرثي الامام الحسين (عليه السلام) عند حفيده الامام الرضا (عليه السلام(:
أَفاطِمُ لَوْ خِلْتِ الْحُسَيْنَ مُجَدَّلا *** وَقَدْ ماتَ عَطْشاناً بِشَطِّ فُراتِ
إِذاً لَلَطَمْتِ الْخَدَّ فاطِمُ عِنْدَهُ *** وَأَجْرَيْتِ دَمْعَ الْعَيْنِ فِي الْوَجَناتِ
أَفاطِمُ قُوْمي يا ابْنَةَ الْخَيْرِ وَانْدُبي *** نُجُومَ سَماوات بِأَرْضِ فَلاةِ
قُبُورٌ بِکُوفان وَاُخْرى بِطيبَة *** وَاُخْرى بِفَخٍّ نالَها صَلَواتي
قُبُورٌ بِبِطْنِ النَّهْرِ مِنْ جَنْبِ کَرْبَلا *** مُعَرَّسُهُمْ فيها بِشَطِّ فُراتِ
تُوُفُّوا عَطاشاً بِالْعَراءِ فَلَيْتَني *** تُوُفِّيتُ فيهِم قَبْلَ حينِ وَفاتي