اشتهر عند بعض المسلمين أنّ حواء خُلقت من أحد أضلع آدم عليه السلام وذكروا بعض الروايات التي يمكن أن تساعد على ذلك، وهذه الطريقة في الخلق قد تجعل الإنسان يتصوّر أنّ حواء - وبالتالي النساء - مخلوق ثانويّ خُلق من ضلع الرجل، وذكر بعضهم أنّه الضلع القصير والأيسر، وهذه الفكرة غير سليمة، ونحن في غنى عن مناقشة معنى خلقها من ضلع آدم عليه السلام، فإنّ الوارد عندنا أنّها خُلقت من الطينة التي خلق منها آدم وليس من الضلع، ففي الرواية عن ابن أبي المقدام، عن أبيه قال: "سألت أبا جعفر عليه السلام: من أيّ شيء خلق الله حواء؟ فقال: أيَّ شيء يقول هذا الخلق؟ قلت: يقولون: إنّ الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم، فقال عليه السلام: كذبوا، أكان يُعجزه أن يخلقها من غير ضلعه؟ فقلت: جعلت فداك يا بن رسول الله من أيّ شيء خلقها؟ فقال عليه السلام: أخبرني أبي، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه - وكلتا يديه يمين - فخلق منها آدم، وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء[1].
وتعبير "فضلة من الطين" ليس للاستهانة بهذه الطينة، فالله حكيم لا يزيد عن عمله تعالى فضلات، وإنّما يشير هذا التعبير إلى أمرين:
أوّلاً: الترتيب الزمنيّ حيث خلق آدم أوّلاً من جزء من الطينة وخلقت حواء من الباقي منها.
ثانياً: أنّها خُلقت من نفس طينة آدم عليه السلام لإغلاق باب وجود طينة أخرى للنساء تختلف عن طينة الرجال، وعلى هذا النسق قوله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً..﴾2.
[1] بحار الأنوار، ج22، ص116.
[2] الروم - 21
المصدر: المعارف الإسلامية