قال السيد هادي افقهي في مقابلة خاصة مع موقع قناة الكوثر الفضائية حول اهمية تحرير مدينة تلعفر: هذه المدينة بعد الموصل التي تحررت اخيرا هي المدينة الثانية المهمة في محافظة نيوى والذي يضاعف في اهميتها قربها الى الحدود التركية والسورية فاهم الانتقالات اللوجستية وارسال قوات الحماية ونقل وتنقالات قوات المجموعات الارهابية خاصة داعش يتم عن طريق تلعفر، لانها من الغرب قريبة من سورية وتبعد عنها 60كيلو مترا و من الشمال قريبة من حدود تركيا، خاصة المناطق التي تخضع لسيطرة البيشمرك الكورد الموالين لمسعود البارزاني الذين يتعاونون مع الارهابيين ومتناسقون مع تركيا.
تلعفر كانت مقر عمليات داعش
واضاف المحلل الاهمية الاخرى لتلعفر هي ان هذه المدينة كانت مقر عمليات داعش، هذا صحيح من ان موصل مركز محافظة نينوى ولها اهمية استراتيجية، لكن داعش اتخذ تلعفر معسكرا خاصا لمسلحيه ويدرب فيه الارهابيين وجعلها مخزنا لسياراته المفخخة.

كانت تلعفر غرفة سيطرة عمليات داعش وكان قادته من الدول العربية يتمركزون في هذه المدينة.والسبب الذي ادى الى تحريرها بسرعة وبصورة غير متوقعة هو الاختلاف الشديد الحاصل بين القادة العراقيين والمحليين مع القادة غير المحليين لان القادة العراقيين والمحليين كانوا يريدون ان يسلموا انفسهم لانهم كانوا يعلمون بان الحشد الشعبي يحاصر ويطوق المدينة بصورة كاملة ولايوجد الا طريق واحد بشكل قناة مفتوحة تتجه الى اقليم كردستان العراق .
ما هو السبب في تأخير مدينة تلعفر؟
واشارالمحلل السياسي في كلامه الى اهمية اخرى لمدينة تلعفر وهي وجود الاقليات المذهبية والقومية والتركمن الشيعة والسنة وقسم من الايزديين وحول السبب في تأخير المدينة قال: للاسباب التي ذكرناها كان لاميركا ولتركيا ول بيشمرك الاكراد رؤية خاصة في تحرير تلعفر وفي الطرف المقابل كان للجيش العراقي برئاسة حيدر العبادي رئيس الوزراء وللحشد الشعبي رؤية مخالفة للرؤية السابقة

من الاختلافات المهمة بين الجيش العراقي بقيادة حيدر العبادي مع الطرف الاخر المتمثل بامريكا وتركيا والبارزاني هو مشاركة او عدم مشركة الحشد الشعبي في تحرير تلعفر ومن هو الطرف الذي يدير ويدبر امور المدينة بعد التحرير، هذه الاختلافات ايضا موجودة حول مدينة الموصل فهم مختلفون حول من يكون محافظ الموصل وهل يمكن ان يكون الخائن اثيل النجيفي المحافظ السابق مرة اخرى محافظا لها، ام لا؟ فهم مختلفون في ذلك

واضاف السيد افقهي، بداية اعلنوا ان لايدخل الحشد الشعبي تلعفر ومن جهة اخرى الحشد كان قلقا اذا لم يشارك في العمليات فمن الممكن مبادرة العمل تخرج من يديه وبالتالي جميع الزحمات التي تحملها خلال 6 او 7 اشهر لاجل تحرير تلعفر تذهب بادراج الرياح وعملية مجابهته لداعش تحذف من على الارض وفي النهاية تصل امريكا والبيشمرك الاكراد الى هدفهما.

امريكا وراء اجراء السجادة الحارقة في تلعفر

اضاف افقهي، بعد انقضاء الاختلافات بين الحشد الشعبي وبين القائد الاعلى للجيش العراقي رات امريكا وتركيا انهما وقعا امام امر قد حسم مسبقا.المسالة الاكثر اهمية هي طريقة الحرب التي تديرها امريكا والمعروفة بالسجادة الحارقة، في هذه الطريقة تدمر المدينة عن بكرة ابيها، لكن وفقا للصور والتقارير التي قدمت راينا على عكس ما جرى للموصل، فان تلعفر لم يدمر منها شيئ الا القليل، ربما بالنسبة للموصل لايمكن اعمارها وانما يجب ان تسوى بالارض ومن ثم يجب ان تبنى مدينة جديدة.هذه الطريقة التي تتبعها امريكا في الحرب، لهذا السبب كان الحشد يؤكد مشاركته في التحرير لاجل الحفاظ على ارواح الناس وعلى ممتلكاتهم والحافظ ايضا على البنى التحتية للمدينة.

المدينة التي يجب ان تحرر بعد تلعفر

وحول المناطق التي يجب تحريرها بعد تلعفر قال الخبير السياسي: اهم المناطق الباقية بيد داعش في الوقت الحاضر هي الحويجة تقع في الجنوب الغربي لتلعفر.هذه المنطقة مثل بقية المناطق في كروك تضم اقليات وقوميات مختلفة، مثل الشيعة والسنة والعرب والاكراد.

عندما ظهر داعش واحتل ثلاث محافظات، قوات مسعود البارزاني استغلوا هذه الفرصة وزحفوا الى كركوك واحتلوها واصبحت المدينة في قبضتهم، داعش الان موجود في الحويجة، ومن المنتظر، بعد تحرير وتنظيف الاطراف المحيطة بتلعفر، تبدأ عمليات تحرير منطقة الحويجة.

وحول اهمية هذه المنطقة قال افقهي: هذه المنطقة مهمة جدا ونفطية وتجاور اقليم كردستان العراق، لهذا السبب الصعوبات والتعقيدات التي كانت في تلعفر الان نجدها اكثر صعوبة واكثر تعقيدا في الحويجة. بسبب وقوع كروك في يد الاكراد، طرحت بعض الاسئلة حول كيفية دخول ومشاركة الحشد في عمليات التحرير وكيفية بدء العمليات، لان بعض قادة داعش الذين فروا من تلعفر دخلوا الحويجة حتى تستقوى بهم المدينة امام التحرير اكثر،والشئ المهم الاخر هو الاستفتاء في منطقة اقليم كردستان العراق.على هذا، فالقضايا السياسية والامنية والعسكرية تجعل عملية اخراج داعش من الحويجة وتنظيفها منهم، اكثر صعوبة، وهذه العملية اشبه ماتكون باجراء عملية جراحية في منطقة مملوءة باعصاب جسم الانسان فلذا تتطلب دقة اكثر حتى لا يتضرر الناس اكثر وحتى تبعات التحرير تكون اقل.من المحتمل ان تحصل مواجهة بين الاكراد والحشد الشعبي، كذلك يجب ان نكون في انتظار مؤامرات امريكا، فلذا على الجيش العراقي والمسؤولين الامنيين الدقة والحيطة والحذر حتى تحرر الحويجة باقل تلفات.

وحول اهمية مشاركة الحشد الشعبي في تحرير تلفعر قال افقهي:هذه المشاركة مهمة جدا، قوات الجيش، وزارة الداخلية، والقوات الخاصة واللواء الذهبي العراقي الذين شاركوا في تحرير الموصل هؤلاء كلهم شاركو في تحرير تلعفر وحاصروا المدنية واصابوا داعش بالفلج، الحشد الشعبي استطاع في هذه المدة ان يقطع خطوط ارتباط تلعفر بالموصل وبسوريا.

وحول موضوع الحويجة كان الحشد مصرا ان يشارك فيها، والشئ المهم الاخر الذي ياتي بعد اهمية مشاركة الحشد هو بعد تحرير هذه المناطق من داعش، من سيدافع عن المناطق المحررة حتى لايعود داعش اليها مرة اخرى وحتى لاتحتلها تركيا او لا تتوسع قوات البارزاني اليها.  لذلك فالحشد الشعبي باعتباره جزءا من سيادة الحكومة العراقية يجب ان يشارك في تحرير هذه المناطق وان يبقى فيها ولايسمح للمتواطئين والمتامرين ان يحيكوا مجموعات اخرى مثل داعش لكن بمسميات اخرى وعلائم جديدة ويسببوا مشاكل اخرى للمنطقة.لهذا فالحشد لاجل بقاء قدرة الدولة ولاجل تقليل تلفات الضحايا وتقليل تخريب المدن يجب ان يشارك في عمليات تحرير.

تسعى السعودية لخلق انقسامات في العراق

وحول التهنئة التي قدمتها بعض الدول من جملتها السعودية حول تحرير تلعفر قال السيد افقهي: هذا نفاق سياسي وهروب الى الامام وبمثابة القبول بالفشل من السعودية. هناك دول  تساعد العراق وجيشه ووقفت الى جانبه وتحارب الارهاب والكل يعلم ان الدول المحالفة للسعودية مثل اميركا والدول الغربية اعلنوا ان السعودية تدعم الارهاب في المنطقة خاصة داعش، فالسعودية تريد ان تطهر ثوبها وتضع لها مكان قدم في المناطق المحررة.السعودية تريد بهذه الحيلة خلق انقسامات في صفوف الجماعات السنية - السنية والشيعية - الشيعية وتدخل العراق بطريقة جديدة.المرحلة القادمة هي اعمار العراق وخلق معادلات سياسية ما بعد داعش فمن هذه الجهة تسعى السعودية ان تسبق الاخرين وتفر الى الامام حتى لا تتاخر عن القافلة.

امريكا مستاءة من تحرير تلعفر

  وحول موقف الاتلاف الاميركي من تحرير تلعفر وهل هو استاء من انكسار داعش قال السيد افقهي: في هذا الموضوع توجد بعض النقاط اذكرها كالتالي بداية اميركا كانت تسعى في تاخير هذه العمليات والشئ الثاني كما ذكرت السيدة هيلاري كلينتون وقالت ان اميركا اوجدت ورعت داعش فانها لاترغب اندحار داعش بالمطلق وانما ترغب بقاء هيكله القيادي.فالاميركيون لايريدون ان يخسروا داعش لان داعش بالنسبة لهم مثل السيف الذهبي. 

لهذا السبب فانهم مستاؤون من انكسار داعش.المسالة المهمة الثانية هي عندما رات اميركا انها لا تسطيع ان تمنع تحرير هذه المناطق بدأت تحاول ان تركب الموج وتظهر ان هذا التحرير تم من قبلها.لهذا السبب بدأت تسعى في حصد هذه الانتصارات وتكتبها باسمها.اذن يمكن القول ان امريكا على الظاهر تقدم تهانيها بالانتصارات وتشارك فيها لكن نسبة مشاركتها الحقيقة تعتبر واحد بالعشرة  لما يقوم به الحشد الشعبي من عمليات. في المجموع امريكا مستاءة من انكسار واندحار داعش.

موقف اقليم كردستان العراق من تحرير تلعفر

وحول موقف مسؤولي اقليم كردستان العراق من تحرير تلعفر وهل اقلقهم هذا التحرير اجاب افقهي هؤلاء لهم موقفين الاول ظاهري وهو سياسي والثاني لهم تحليل امني وعسكري على الارض.قطعا انتصارات الجيش العراقي وخاصة مع مشاركة الحشد الشعبي، لايرضيهم ولايفرحون به، لانهم يعلمون اين ما تواجد الحشد الشعبي سيكون بمثابة شوكة في اعينهم، لانهم لهم اطماع في هذه المناطق. البيشمرك الاكراد المرتبطين بالبارزاني متساوقون مع اميركا ومع تركيا فانهم غير راضين من تحرير هذه المناطق، لكنهم على الظاهر يقدمون تبركاتهم ويشاركون في فرحة الانتصارات ولكن في الواقع فإنهم يفقدون امتيازات كبيرة لايمكن استبدالها بأي شئ، هم يعلمون اذا استحكمت الانتصارات في تلعفر فالقوات الاضافية ستذهب الى الحويجة والى مناطق اخرى فاذا تحررت هذه المناطق ايضا وخرجت من ايدي داعش، فسوف لاتقع بيد ال بيشمرك الاكراد وانما ستقع في ايدي الجيش العراقي والحشد الشعبي.

سعي تركيا والسعودية الاستفادة من تحرير تلعفر

وحول سعي تركيا والسعودية الاستفادة من تحرير تلعفر قال الخبير السياسي هاتان الدولتان يتظاهران باهداء التهنئات وبالفرحة ويعلنان الاستعداد في اعمار تلك المناطق.

الخطة الامنية والعسكرية والارهابية السعودية في دعم تنظيم داعش فشلت لكنها الان تريد الدخول الى تلك المناطق عن طريق الخط السياسي والاقتصادي. مرارا اعلنت السعودية بانها مستعدة لاعمار العراق، لهذا السبب قامت بدعوة بعض الوجوه السياسية العراقية مثل حيدر العبادي وقاسم الاعرجي وزير الداخلية وعمار الحكيم وبعض المسؤولين الاخرين، دعت هؤلاء بالسفر الى الرياض، هدف السعودية في العراق هو خلق الانقسامات وايجاد الشرخ بين المجموعات الشيعية.تسعى الرياض من دعوة اولئك المسؤولين لايجاد رابطة معهم لتجعلهم جسور تعبر بهم الى المناطق المحررة وتكون حاضرة فيها لتدعي انها تريد الخير للشعب العارقي وتريد المشاركة في الاعمار.في الوقت الذي يعلم الجميع من ان السعودية قطعا لاتريد دولة مقتدرة شيعية في العراق، دولة تستطيع ان توجد الالفة والوئام بين جيمع الفئات العراقية مثل الشيعة والسنة والاكراد والعرب والشبك.

السعودية الان تسعى لاجراء خطتها الخبيثة فهي تتمنطق بالروابط والعلاقات الحسنة والاحترام المتبادل حتى عن طريق هذه الحيلة والخدعة تعوض فشلها في خطتها الامنية والعسكرية وتتذرع بالاسلوب الاقتصادي والسياي.