قال الله الحكيم في محكم كتابه الكريم، في الآية 19 من سورة الحشر:
"وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"
فكيف يمكن أن ينسى الإنسان نفسه؟
لا يغيب الإنسان عن نفسه أبداً فنفسه حاضرة لديه حتى في النوم؛ إذ عندما يستيقظ قد يشعر أنه قد نام كذا مدة إجمالاً ... فما معنى نسيان الإنسان نفسَه؟
يجب أن ينظر الإنسان إلى الأشياء نظرة تبعية غير استقلالية بأن يريد الأشياء كلها لسعادة نفسه، فما دام ينظر إليها بهذه النظرة فمطلوبه شيء آخر غيرها، ثم إن ذلك المطلوب كلما اشتد طلب الإنسان له ذاب فيه واستغرق إلى أن يصبح الإنسان مملوكاً له بدل أن يكون هو مملوك الإنسان، فيفديه الإنسان بنفسه ويضحي له!
فكلما استغرق الإنسان في الأشياء، نسي نفسه ونسي سعادته الحقيقية وذلك يلازم الغفلة عن الله.
*المفكر الشهيد مرتضى المطهري، الإنسان في الرؤية القرآنية