وماذا سيقدم ميسي و رونالدو من ادوار تساهم بالفوز, يتكلمون عن الثأر من الهزائم لمباريات سابقة بينهما, يستعرضون نتائج الدوري في تحليل ينم عن الاهتمام والمتابعة العميقة, يحضرون لأجواء هذه السهرة من مشروبات غازية ومكسرات وغيرها, يعلقون اللافتات لدعم البارشة والمرينكي كما يسمونهما, يتوحدون في المكان لمشاهدة هذا الصراع الكروي ونصرة احد المنافسين على الدوري أو الكأس أو البطولة الأوربية, يرتدون ملابس الفريقين , يتبادلون المسجات والرسائل عبر الهاتف لتوقع النتيجة, يشاهدون المباراة بحرارة واهتمام بالغين تصل حدا الصراخ على الهدف أو اللاعب , يصفر الحكم نهاية المبارة, يبدأ التحليل للنتيجة وظلم الحكم وأداء ألاعبين وخطة المدرب, في اليوم التالي ترى الحزن على أنصار الفريق الخاسر, التبريرات تكون حاضرة, والضحك على مشجعوا الفريق الخاسر, تُعلق الأعلام واللافتات على بعض البيوت والمحال بالتعزية لأحد الفريقين والتبريكات طبعا للفائز, تكتب على بعض الجداران عبارات تهكمية مخزية تصل حدا الكلام البذيء, القضية كبيرة جدا اكبر من الفرق الرياضية ولاعبين يتنافسون على الفوز في مباراة يجب ان تحكمها الروح الرياضية لا العصبية والنفسية, وهنا لا بد لي من طرح عدة أسئلة لن أجيب عليها طبعا واترك إجابتها لكم أحبتي القراء, كيف أصبح هذا الاهتمام بهذه اللعبة عموما وفي هذه المبارة خصوصا؟ هل المسألة تستحق هذه التحضيرات من قبل فئات عمرية مختلفة أبرزها الشباب؟ ما الذي يدفعهم للهروب من الواقع الى هذه المباريات بدون إدراك لهذه الحقيقة؟ هل هذه المباراة مصيرية في تحديد مستقبل الشباب؟ هل ترتقي هذه الظاهرة لان تكون حالة من الغياب الفكري عن ما يجري للشباب؟ اين هم من هموم العائلة والمجتمع ومشاكل الامة الاسلامية؟ وفي أية دوامة يسبحون؟ هل تحقق أخبار السياسية والمرشحين للانتخابات هذا الاهتمام؟ ماذا تعطي هذه المباراة من مردود على الصعيد النفسي والفكري والجسماني؟ وما الأجواء المحيطة في الأسرة أثناء التسابق على كرة من الجلد تتقاذفها الأقدام؟ ما هي العبر والحكمة التي يتخذها الشباب بعد فوز احد الفريقين؟ هل تستحق لعبة كرة قدم ان يكون الاحتفال بالفوز بها يصل حد إطلاق العيارات النارية في بعض البلدان؟ ما حجم الوقت المهدور في التفكير والانصياع لهذه اللعبة؟ من جعل الرياضة والفرق الكبيرة تصل الى هذا الاهتمام من قبل المجتمع؟ هل رأيتم توحد في الفكرة والمضمون أكثر من الرياضة للكثير من الشباب وخاصة بين الريال وبرشلونة؟ أسئلة كثيرة تحتاج الى وقفة من التأمل لإنجاح المشاريع التي يمكن من خلالها استقطاب الشباب والمتابعين للرياضة لتفعيلهم بالقضايا المصرية التي تهم العراق والمجتمع, لا بأس ان تكون الرياضة إحدى الأساليب ولكن لا يجب ان تكون هي الغاية والطموح لحلم المراهقين, نحتاج الى معرفة المحرك والدافع والحافز لاستقطاب الشباب واهتمامهم وذلك لبورته والاستفادة منه في بناء مجتمع رصين ضد الاحرفات.
الكاتب والاعلامي علي حاشوش الزيدي - الكوثر