فاطمة الزهراء .. نموذج للقدوة الحسنة في التراث الإسلامي

الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 - 13:40 بتوقيت غرينتش
فاطمة الزهراء .. نموذج للقدوة الحسنة في التراث الإسلامي

الإسلام العزيز، كدين، قد منّ على المؤمنات أيضاً أنّ قدّم لهنّ نموذجًا كاملًا من النساء، يلحظ خصوصيّاتهن ويجسّد حياتهن بمختلف أبعادها، وهذا النموذج هو السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام. فالسيّدة فاطمة عليها السلام هي بنت الوحي والرسالة .

الكوثر- مقالات 

لقد سطر المسلمون أمجاداً لم يعرف التاريخ لها مثيلاً، وبرز منهم نماذج وقدواتٌ في كلّ شأنٍ، فكان المسلمون حقًّا نموذجًا يُحتذى وقدواتٍ تُقتفى، فبرعوا أيّما براعةٍ في كلّ فنٍّ من الفنون، وكلّ مجالٍ من المجالات، وكان للنساء نصيباً كبيراً في ساحة الإسلام  وخلد التاريخ منهن قامات عظيمة ولعل أهم تلك القامات النسوية  سيدة نساء العالمين بضعة رسول الله فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وعلى أبيه وآله .

 شخصية السيدة فاطمة عليها السلام القيادية 

إنّ من الخصائص الهامّة في شخصية السيدة فاطمة عليها السلام هي شخصيتها القيادية التي امتازت بها، والتي ظهرت في حركتها خلال حياتها عمومًا، يقول الإمام الخامنئيّ دام ظله في هذا الإطار: "لقد قامت فاطمة الزهراء عليها السلام بدور القائد الحقيقيّ. وكذلك قال إمامنا الخمينيّ الجليل: "لو كانت فاطمة الزهراء رجلاً لكانت رسولاً..."، هذه هي فاطمة الزهراء، إنّها قائد بكلّ معنى الكلمة، ومثل رسول من الرسل، ومثَل هادٍ لعموم البشريّة، فقد ظهرت الزهراء الطاهرة هذه البنت الشابّة وتجلّت بهذه الحدود والأبعاد والحجم، وهذه هي المرأة في الإسلام... فاطمة الزهراء عليها السلام امرأة إسلاميّة، إمرأة في أعلى مراتب المرأة المسلمة، أي إنّها في حدود قائد. لكنّ هذه المرأة نفسها التي هي من حيث الفضائل والمناقب والحدود كان يمكنها أن تكون رسولاً هذه المرأة نفسها كانت أمّاً وكانت زوجة وكانت ربّة بيت، ينبغي فهم هذه الأمور...".

 اقرأ أيضاً 

وقد ورد على لسان أصدق البشر وأكملهم صلى الله عليه وآله وسلم، ما يحدّد منزلتها من الله تعالى، ومنه أنّها هبة إلهية، وحوراء إنسيّة، وممّا روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "يا فاطمة! ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء هذه الأمة، وسيدة نساء المؤمنين".

ويسأل الإمام عليّ عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: "يا رسول الله! أيُّ أهلك أَحَبُّ إليك؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: "فاطمة بنت محمد".

السيدة فاطمة عليها السلام القدوة الحقيقيّة

علينا البحث عن المصداق الحسن والواقعي لقدوة كلّ مؤمن ومؤمنة في هذه الحياة، يقول الله عزّ وجلّ في محكم كتابه: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾, حيث تبيّن لنا هذه الآية الكريمة وتعطينا فكرة واضحة عن النموذج الذي ينبغي علينا الاقتداء به، وهم ﴿الَّذِينَ هَدَى اللّهُ﴾، وفي موضع آخر يقول عزّ وجلّ: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾3, وتبيّن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الأسوة والنموذج الأحسن والأتمّ، ولكن ليس لجميع الناس بطبيعة الحال، بل لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا. وبالتالي، فإنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو القدوة الحقيقية لكلّ مؤمن متديّن ومؤمنة متديّنة. وكذا هو الحال بالنسبة لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن سار على خطاهم، فهم عليهم السلام قدوة كلّ تائق نحو الكمال الحقيقي والجمال الواقعي وملاذه.

 

 

تصنيف :