حاولت جاهدا ان أعطي ثمرة تجاربي الفكرية والتربوية والأخلاقية لابني، فكرت في توريث ارثي لفذة كبدي، هذا الأخير الذي حطم فؤادي بتصرفه من غير ان يدرك ردة فعلي النفسية، ضبطت أعصابي ولم أتكلم إلا بكلمة واحدة فقط ، قلت له مع الأسف.
أخذتني العبرة وان احترق على ضياع ما كنت أصبو أليه، سنوات كتبت بمقال،اشرح فيها بعض أسباب تفشي هذه الظاهرة بين شبابنا المثقف وليس الجاهل، أو هكذا كنت اخدع نفسي, ولعلي أغمضت عيني عن الكثير ولا ادري أخذت مشاعري تتحول من الغليان الى التروي ومعرفة أسباب فشلي التربوية، كيف تحول ابني من صديق الى شخص لا يسمع كلامي ويتأثر فقط بالمحيط .
أخذت أفكر في القاعدة التربوية التي تحكي على تأثير الفرد بالمجتمع وتأثير المجتمع بالفرد، أخذت احلل أسباب التربية التي باءت بالفشل من فعل واحد يقد يكون تقليدا لي وان أدخن السجائر أمامه, أخذت أقول في نفسي ربما هي المراهقة وأجوائها وطبيعة تكوين الشاب الفسيولوجية.
وتارة اقول إذا كانت السيجارة بداية السقوط فكيف ستكون النهاية ، وبعد التصبر وحمد الله على كل حال، لم أجد بد إلا من تكرار محاولة تشخيص هذه الظاهرة، هل هي كثرة النصح للولد, هل هو الخوف الزائد أم الحرية لهذا الجيل, هل انتهى الخوف من مفردات التربية الحديثة، هل عصر الانفتاح هو السبب، هل الشعور بالرجولة احد الأسباب؟!
ولا اخفي عليكم ان التي ذكرتها لا تعدو عن فشل أرباب الأسر ومن تواجههم هذه المشكلة, قلت في نفسي التغذية الجسمانية والفكرية حاضرة وبقوة, الحرص والتوجيه موجود تلبية الاحتياجات النفسية متوافرة على الدوام ، إذاً أين الخلل في انحراف الأبناء عن جادة الصواب؟ ووجدت شماعة اعلق بها أخطائي، بعض أصدقاء السوء وما يمر به الشباب من ضغط نفسي وكبت عاطفي ينفسون به عن غضبهم وحاجاتهم المريضة .
وجدت شيء أسكن به وجع وألم ضميري على ما فرطت في تربية ولدي، أيقنت ان أصل البلاء أصدقاء السوء، فصديق واحد فاسد في المجموعة له تأثير قاتل، أدركت بعد فوات الأوان ان الحياة تصقل بالتجارب ولكن بعد فوات الأوان، عكست تجربتي في التدخين وكيف أني كنت استتر عن أهلي وكيف أني وجدت أقراني يدخنون، ساقني التفكير إلا أني كنت أنا السبب الأول وباقي الأسباب تأتي ثانيا .
الكاتب الاعلامي : علي حاشوش الزيدي