كنت في الابتدائية فأعطتنا المُدرسة ذات يوم ثمانية أسئلة وطلبت منا أن نستعين بالوالدين في الإجابة عليها وكانت أغلب الأسئلة حول التفاصيل الجزئية جداً في تاريخ الإسلام.
فسلمتها لوالدي وطلبت منه أن يكتب الأجوبة، على أن يسلم لي الورقة بعد كذا مدة.
تسلمت الورقة وإذا به ترك سؤالاً دون جواب، فسألته: هل الوقت لم يتسع لتكتب الجواب؟ فقال: لا، وإنما لا أعرف الجواب وعلي أن أراجع!
فلم أستوعب ولم أكد أقنع بكلامه خصوصاً مع ما كنت أشاهد من كثرة المراجعين له من طلبة الحوزة والأكاديميين وأساتذة الجامعة!
والآن عندما أتأمل ذلك الموقف من الشهيد أرى أنه كان بإمكانه أن يتذرع بقلة وقته أو أي أمر آخر دون أن يكذب، ولكنه قالها بكل صدق: لا أدري، حتى أنه لم يقل: لا تحضرني الإجابة الآن! وكذلك لم يبرر لنفسه بأني لو قلت "لا أدري" ربما تتكون عند هذا الطفل نظرة سيئة لي باعتبار أني والده وأني رجل دين ...
المصدر: مؤسسة الشهيد المطهري