إن نفوس المبتدئين في عالم تكامل (الأرواح)، بمثابة نفوس الناشئة في عالم تكامل (الأبدان) الذين لا يجدي معهم أساليب القهر والتعسف..
بل لابد من (الرفق) بهم أولا، واتباع (المرحلية) في تربيتهم ثانيا، والدخول إليهم من المداخل (المحببة) إليهم ثالثا.
وهكذا الأمر في النفوس، فإنها جموحة غير سلسة القياد، فلا نكلفها فوق طاقتها،
إذ في الحديث الشريف: (إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق)
الدر المنثور-ج1ص192
ولا نكلفها المراحل العليا، إلا بعد استيفاء المراحل قبلها، وينبغي (التحايل) عليها:
فنعطيها اليسير من الحلال، لتمكننا في الكثير من الطاعة..
ونرفع عنها كلفة النوافل عند الإدبار، لئلا تدبر عند الفرائض..
ونرغّبها في العظيم من اللذائذ الآجلة، لتزهد في المهالك من اللذائذ العاجلة..
وقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: (خادع نفسك في العبادة، وارفق بها ولا تقهرها، وخذ عفوها ونشاطها، إلا ما كان مكتوبا عليك من الفريضة، فإنه لا بد لك من قضائها)
البحار-ج33ص508