7 أمور حددها أمير المؤمنين (ع) لتحقيق السعادة في الدارين .. تعرفوا عليها!

الأحد 16 يوليو 2017 - 14:50 بتوقيت غرينتش
7 أمور حددها أمير المؤمنين (ع) لتحقيق السعادة في الدارين .. تعرفوا عليها!

تناول ممثل المرجعية الدينية في العراق الجمعة، مقتطفات من كتاب لأمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحارث الهمداني، جاء فيه (وَاكْظِمِ الْغَيْظَ، وَاحْلُمْ عِنْدَ الْغَضَبِ، وَتَجاوَزْ عِنْدَ المَقْدِرَةِ، وَاصْفَحْ مَعَ الدَّوْلَةِ، تَكُنْ لَكَ الْعَاقِبَةُ. وَاسْتَصْلِحْ كُلَّ نِعْمَة أَنْعَمَهَا اللهُ عَلَيْكَ، وَلاَ تُضَيِّعَنَّ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِ اللهِ عِنْدَكَ، وَلْيُرَ عَلَيْكَ أَثَرُ مَا أَنْعَمَ اللهُ بِهِ عَلَيْكَ).

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الاولى لصلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف بتاريخ (19/ شوال/1438هـ) الموافق 14/ 7/2017م، ان الامام علي عليه السلام كشف عن أمور سبعة فيها سعادة الدارين وحلاوة النشأتين للعامل بها.

واضاف ان الامر الاول والمتمثل بـ (كظم الغيظ) ومعناه التحكم وحبس الغضب داخل النفس وعدم إخراجه إلى الخارج، مبينا انه ورد في مدح هذه الصفة المحمودة عقلاً وشرعا والمرضية عند الله تعالى وعند رسوله، الكثير من الآيات والأخبار، إذ جاء في قوله تعالى (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ)، وفي قوله (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، كما ورد عن النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله): ما جرعَ عبد جرعة أعظم أجراً من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله تعالى.

وتابع ان حالات الغيظ والغضب من أخطر الحالات التي تعتري الإنسان والتي تؤدي الى فقدان السيطرة على الأعصاب والتصرفات، مشيرا الى ان ما يقترفه الإنسان من جرائم وأخطاء خطيرة على حياته تحصل نتيجة لذلك، مستشهدا بحديث الرسول الاكرم (من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه ملأه الله أمناً وإيمانا).

وتابع ان (أكظم)، صيغة أمر من مادة "كظم" على وزن نظم، وفي الأصل تعني غلق فم القربة، ثم استعملت بمعنى ابتلاع الغضب وكظمه، مشيرا الى ان على الانسان ان يضغط على رقبته لئلا يسمح للغضب أن يخرج من باطنه إلى الخارج، كما يوصد فم القربة لئلا يخرج الماء من باطنها.

واردف ان لفظة "الغيظ" بمعنى شدة الغضب والتوتر والهيجان الروحي الشديد الحاصل للإنسان، والذي يترتب عليه عدم القدرة على التحكم بالانفعالات النفسية، وعدم السيطرة على التصرفات، والتفوه بالكلام الموجب للذم والهلاك والوقوع في المعصية، من قبيل انطلاق اللسان بالسب والشتم وإظهار السوء ومعايب الآخرين وإفشاء الأسرار وهتك الستر للآخرين والسخرية والاستهزاء وغير ذلك من قبيح الكلام الذي يستحيي منه العقلاء، وتوثب الأعضاء بالضرب والجرح والقتل وتألم القلب بالحقد والحسد والعداوة والبغض ومما تلزمه الندامة بعد زواله، وعداوة الأصدقاء وتأذيتهم وشماتة الأعداء، فضلا عن الغيبة والنميمة والطعن والاتهام للآخرين وغير ذلك ممّا يوجب الشقاوة والتعاسة في الدنيا والآخرة.

واستدرك انه وردت أحاديث كثيرة في مدح كف الغضب، مستشهدا بقول النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله): من كفّ غضبه عن الناس كف الله تبارك وتعالى عنه عذاب يوم القيامة، وحديث الامام الصادق (عليه السلام): ما من عبدٍ كظم غيظاً إلا زاده الله عز وجل عزاً في الدنيا والآخرة.

واشار ممثل المرجعية العليا ان الامر الثاني يتمثل بـ (التجاوز عند المقدرة)، موضحا ان المراد به عدم مجازاة الخاطئ والمسيء والعفو عن ذنبه، مستشهدا بقوله تعالى الذي خاطب به نبيه (صلى الله عليه وآله): (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، وقوله تعالى (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

 واوضح الشيخ الكربلائي ان صاحب موسوعة (مفتاح السعادة في شرح نهج البلاغة) لمحمد تقي النقوي ذكر ان العفو عن الذنب والتجاوز عن المسيء عند المقدرة ليس ممدوحاً على إطلاقه في جميع الموارد بل يشترط في صحته وحسنه أمور لابد من التنبيه عليها:

1. أن لا يكون التجاوز عن الخاطئ موجباً لتضييع حق من حقوق الله تعالى وتعطيل حكم من أحكامه.

2. لا يكون العفو موجباً لتضييع حقوق الناس كما في موارد القصاص والديات.. نعم لو عفا عنه ولي الأمر لا بأس به.

3. أن لا يكون الخاطئ ممن كان العفو عنه موجباً لتجريه على الظلم والذنب فإن كان كذلك لا يجوز العفو عنه لكونه على ضرره في الدنيا والآخرة.

4. أن لا يكون التجاوز عن ذنبه موجباً لاختلال النظام وسلب الأمر في الاجتماع، فإن العفو عن أكثر الأشرار خيانة على غيره من آحاد الناس.

5. أن تعلم أن الخاطئ ندِم عما فعل ولا يرجع إليه ثانياً فلو علمت أنه لا يقوم واقعاً وبعد عفوك يرجع إلى ما كان عليه فذنبك في عفوك أعظم من ذنبه.

وبين ان الامر الثالث من امور تحقيق السعادة (الحلم عند الغضب)، موضحا ان هنالك فرق بين الحلم والعفو، مستدركا ان الحلم عبارة عن طمأنينة النفس بحيث لا يحركها الغضب ولا يزعجها المكروه بسهولة، وان العفو والتجاوز عن المسيء يعد اسقاط ما يستحقه من قصاص أو غرامة، مؤكدا ان الحلم من أشرف الكمالات النفسية بعد العلم، بل لا ينفع العلم بدونه أصلاً.

واستشهد الشيخ الكربلائي بقول النبي (صلى الله عليه وآله): ثلاث من لم تكن فيه واحدة منهن فلا تعتدوا بشيء من عمله، تقوى تحجزه عن معاصي الله وحلم يكف به السفيه وخلق يعيش به في الناس، وقول أمير المؤمنين (عليه السلام): ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك.

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة