إنّ الشيء الذي لا تتحدّث عنه آيات الإنفاق في القرآن هي العاطفة والترحم؛ فلا آية تقول: «ارحموا فأنفقوا». ولعلّ السبب في ذلك أنّ الإسلام لا يريد أن تكون الإنفاقات تبتني على أساس العواطف والإحساسات. طبعاً إنّ العاطفة أمر جيّد لكنّ الإحسان إذا قام على مجرّد العاطفة تحوّل إلى ضرر بدل أن يكون نفعاً.
إنّ نتيجة إنفاقاتنا اليوم غالباً هو التشجيع على التسوّل والاستجداء. أي إنّنا نُفسِد عدداً كثيراً من أبناء المجتمع ونقتل فيهم روح الرجولة والغيرة والمروّة! والأسوأ من ذلك الحقوق الشرعية والأوقاف حيث ينتجان الطفيليين؛ فالطفيلي أسوأ من السائل المستجدي لأنّ الطفيلي يمتص المادّة الغذائية في الجسم مانعاً من وصول الدم إليه، فترى الإنسان يصفرّ لونه ويضعف يوماً بعد يوم في حين ينمو ويكبر الطفيلي باستمرار إلى أن يتلف الجسم...
المانع الأكبر للتقدّم والرّقي اليوم، هم أناس أنتجتهم الأوقاف والحقوق الشرعية!!
*المفكر الشهيد المطهري، المذكرات،ج 1.