الصيام في الاسلام:
الصوم في الإسلام هو الأكثر وضوحا من بين الاديان الاخرى، حيث بين النص الشرعي نوع الصيام ومدته، ومن هم الذين يصومون، وماذا يفعلون في الاحوال الطارئة مثل السفر والمرض وكبر السن وغيرها، فقد بيّن أولا أن الصيام كتب عليهم مثل بقية الامم السابقة فقال في القرآن المقدس في سورة البقرة آية 183 : ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم )).
ثم بين عدد أيام الصيام بوضوح فقال في سورة البقرة الآية185: ((شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعده من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)) .
الصيام في الديانة المسيحية:
وفي المسيحية ينقسم الصيام إلى عدة اقسام : الصوم الكبير (قبل عيد القيامة) والصوم الصغير قبل (عيد الميلاد). وعندنا في الموصل صوم اسمه (صوم باعوثة) وصوم العذارى وهذان الصيامان في العراق فقط .وهو من المستحبات التي لا أصل لها في الكتاب المقدس.
الصوم الكبير مدتة 55 يوماً وهي تتكون من(7 ايام كأسبوع للاستعداد + 40 يوم مثال صوم السيد المسيح في البرية قبيل بدء خدمته + 7 ايام اسبوع الالام المقدس + يوم سبت النور وهو برامون عيد القيامة المجيدة) وهذا الصوم يعتبر من الدرجة الأولى في الاصوام المسيحية الأرثوذكسية واقدس ايام واصوام السنة. ولا بد في الصوم من الانقطاع عن الطعام لفترة من الوقت ، وفترة الانقطاع هذه تختلف من شخص إلى آخر بحسب درجته الروحية واختلاف الصائمين في سنهم واختلافهم أيضاً في نوعية عملهم ولمن لا يستطيع الانقطاع حتى الساعة الثالثة من النهار فأن فترة الانقطاع تكون بحسب إرشاد الأب الكاهن.
وأيضاً فإن الأب الكاهن هو الذي يحدد الحالات التي تصرح فيها الكنيسة للشخص بعدم الصوم ومن أهمها حالات المرض والضعف الشديد.
وقد حدد الرب انواع الطعام التي يجب الامتناع عنها في الصوم استنادا إلى الكتاب المقدس وهي ما ورد في حزقيا (4 : 9): (( أمر الرب حزقيال النبي بالصوم ثم الافطار على القمح ــ البليلةــ والشعير والفول والعدس والدخن والذرة الرفيعة والكرسنة الكمون)).
وكذلك الامتناع عن انواع آخرها كما في صيام دانيال : سفر دانيال 1 : 12 (( الصيام عن أكل اللحوم وشرب الخمر كما صام وافطر آخر النهار على البقوليات )) دانيال 1 : 8 ـ16 وكذلك صام النبي داود عن الزيت كما في المزمور 109 : 24 (( ركبتاي ارتعشتا من الصوم ولحمي هزل عن سمن )) فقد كان الصوم في الامم السابقة قاسيا جدا ومهلكا.
الصيام في الديانة اليهودية
وردت شريعة الصيام في الكتاب المقدس بأشكال مختلفة ففي اليهودية اختلط الحابل بالنابل وضاعت شعيرة الصيام بين اطنان من التشريعات الفردية والجماعية فمثلا في هذا النص من سفر زكريا 8: 19 ((هكَذَا قَالَ الرَبُّ : إِنَّ صَوْمَ الشَّهْرِ الرَّابِعِ وَصَوْمَ الْخَامِسِ وَصَوْمَ السَّابعِ وَصَوْمَ الْعَاشِرِ يَكُونُ لِبَيْتِ يَهُوذَا ابْتِهَاجًا وَفَرَحًا وَأَعْيَادًا طَيِّبَةً)) فهل هذه الأربعة أشهر من السنة كلها صيام وتستمر كتشريع رباني مُلزم على اليهود ، ولكننا لا نراهم يصومونها في هذا لأيام .
وكذلك لم يُبين الكتاب اسباب بعض أنواع الصيام بل انه ذكر بأنهم صاموا يوما واحدا إلى المساء كما في سفر القضاة 20: 26 ((وَصَامُوا ذلِكَ الْيَوْمَ إِلَى الْمَسَاءِ)) ، وأنهم صاموا سبعة أيام كما في سفر صموئيل الأول 31: 13 ((وَصَامُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ))
الصيام في الديانة الطاوية:
ففي الطاوية – عقيدة من المبادئ المشتقة من الديانة الصينية القديمة – والصيام في الطاوية طقس ديني خصوصا في احتفال تشاو الذي يتطلب الامتناع عن السمك واللحم والحليب والبيض وذلك خلال فترات الصلاة والتأمل ويمارس هذا الصيام في جميع الأوقات.
الصيام عند السيخيين:
السيخ من ديانات الهند الكبرى : لا يحبون الشعائر العمياء لا يصومون ويطلقون على الصيام والحج شعائر عمياء.
الصيام عند الهندوس:
الهندوسية اكبر الديانات الهندية يصومون صيام بدايات الفصول: يصومون تسعة ايام من بداية كل فصل من فصول السنه ويصومون من غروب الشمس حتى طلوعها في اليوم التالي ويصومون نصف كل شهر قمري وفيه يتناولون الفاكهة والاطعمة النباتية ويمتنعون عن تناول اللحوم ولا يفطرون الا بعد ان يأتي الهلال الجديد.
الصيام عند الصابئة المندائيين:
وأما المندائيون الصابئة فهم :يصومون ثلاثين يوما يشكل الصيام في الصائبة المندائيين ركنا اساسيا ولديهم صومان كبير وصغير وفيهما يمتنعون عن نحر الحيوانات وتناول اللحوم والكحوليات.
الصيام في الديانة البوذية:
فرضت البوذية الصيام من شروق الشمس الى غروبها في اربعة ايام من ايام الشهر القمري يسمونها ايام اليوبوذانا وحرمت فيه مزاولة أي عمل حتى اعداد طعام الافطار ولذلك يعمل الصائمون على اعداد طعامهم قبل شروق الشمس.
الصيام بصورة عامة هو كبح جماح الشهوة لكي لا تُردينا اكثر في مهاوي العذاب والعقاب الأخروي بالعذاب الابدي في النار . والدنيوي بعذاب امراض الجسد وكثافة الروح عن التحليق في آفاق الرب . كما فعلت هذه الشهوة بإخراج أبينا وأمنا من الجنة
المصدر :المنار