قصة حياة النبي عيسى عليه السلام -1

الأربعاء 5 إبريل 2017 - 04:09 بتوقيت غرينتش
قصة حياة النبي عيسى عليه السلام -1

‏مثل عيسى مثل آدم خلقه الله من تراب وقال له كن فيكون، هو عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وهو الذي بشر بالنبي محمد(ص)، آتاه الله البينات وأيده بروح القدس وكان وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، كلّم الناس في المهد وكهلاً وكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيراً، ويبرئ الأكمه والأبرص ويخرج الموتى كل بإذن الله، دعا المسيح قومه لعبادة الله الواحد الأحد ولكنّهم أبوا واستكبروا وعارضوه، ولم يؤمن به سوى بسطاء قومه، رفعه الله إلى السماء وسيهبط حينما يشاء الله إلى الأرض ليكون شهيداً على الناس .

الحديث عن نبي الله عيسى عليه السلام، يستدعي الحديث عن أمه مريم بل وعن ذرية آل عمران، هذه الذرية التي اصطفاها الله تعالى واختارها، كما اختار آدم ونوحا وآل إبراهيم على العالمين.

آل عمران أسرة كريمة مكونة من عمران والد مريم، وامرأة عمران أم مريم، ومريم وعيسى عليه السلام؛ فعمران جد عيسى لأمه وامرأة عمران جدته لأمه، وكان عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه وكانت زوجته امرأة صالحة كذلك، وكانت لا تلد فدعت الله تعالى أن يرزقها ولداً ونذرت أن تجعله مفرغاً للعبادة ولخدمة بيت المقدس فاستجاب الله دعاءها ولكن شاء الله أن تلد أنثى هي مريم، وجعل الله تعالى كفالتها ورعايتها إلى زكريا عليه السلام، وهو زوج أختها أو خالتها، وإنما قدّر الله ذلك لتقتبس منه علماً نافعاً، وعملاً صالحاً .

كانت مريم مثالاً للعبادة والتقوى وأسبغ الله تعالى على ربّها فضله ونعمه مما لفت أنظار الآخرين، فكان زكريا عليه السلام كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا، فيسألها من أين لك هذا، فتجيب: (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ الله إنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ(.

كل ذلك إنما كان تمهيداً للمعجزة العظمى؛ حيث ولد عيسى عليه السلام من هذه المرأة الطاهرة النقية، دون أن يكون له أب كسائر الخلق، واستمع إلى بداية القصة كما أوردها القرآن الكريم، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ)

 

تصنيف :