اللَّهُمَّ : يَا كَافِيَ الْفَرْدِ الضَعِيْفِ ، وَوَاقِيَ الامْرِ الْمَخُوْفِ ، أَفْرَدَتْنِي الْخَـطَايَا ; فَـلاَ صَاحِبَ مَعِي ، وَضَعُفْتُ عَنْ غَضَبِكَ ; فَلاَ مُؤَيِّدَ لِي ، وَأَشْرَفْتُ عَلَى خَوْفِ لِقَائِكَ ; فَلاَ مُسَكِّنَ لِرَوْعَتِي .
وَمَنْ يُؤْمِنُنِي : مِنْكَ ، وَأَنْتَ أَخَفْتَنِي ؟ وَمَن يساعِدُنِي وَأَنْتَ أَفْرَدْتَنِي ؟ وَمَنْ يُقَوِّيْنِي وَأَنْتَ أَضْعَفْتَنِي ؟
لاَ يُجيرُ يا إلهي : إلاّ رَبٌّ عَلَى مَرْبُوب ، وَلاَ يُؤْمِنُ إلاّ غالِبٌ عَلَى مَغْلُوب ، وَلاَ يُعِينُ إِلاّ طالِبٌ عَلَى مَطْلُوب ، وَبِيَـدِكَ يَـاَ إلهِي جَمِيعُ ذلِكَ السَّبَبِ ، وَإلَيْكَ الْمَفَرُّ وَالْمَهْربُ .
فَصَلِّ : عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَأَجِرْ هَرَبِي ، وَأَنْجِحْ مَطْلَبِي .
اللَّهُمَّ : إنَّكَ إنْ صَرَفْتَ عَنِّي وَجْهَكَ الْكَرِيْمَ ، أَوْ مَنَعْتَنِي فَضْلَكَ الْجَسِيمَ ، أَوْ حَظَرْتَ عَلَيَّ رِزْقَكَ ، أَوْ قَطَعْتَ عَنِّي سَبَبَـكَ ، لَمْ أَجِدِ السَّبِيـلَ إلَى شَيْء مِنْ أَمَلِي غَيْرَكَ ، وَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى مَا عِنْدَكَ بِمَعُونَةِ سِوَاكَ ; فَإنِّي عَبْدُكَ ، وَفِي قَبْضَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، لاَ أَمْرَ لِي مَعَ أَمْرِكَ ، مَاض فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، وَلاَ قُوَّةَ لِي عَلَى الْخُـرُوجِ مِنْ سُلْطَانِـكَ ، وَلاَ أَسْتَطِيـعُ مُجَاوَزَةَ قُدْرَتِكَ ، وَلاَ أَسْتَـمِيلُ هَوَاكَ ، وَلاَأبْلُغُ رِضَاكَ ، وَلاَ أَنَالُ مَا عِنْدَكَ إلاَّ بِطَاعَتِكَ وَبِفَضْل رَحْمَتِكَ .
إلهِي : أَصْبَحْتُ وَأَمْسَيْتُ عَبْداً دَاخِراً لَكَ ، لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إلاَّ بِكَ ، أَشْهَدُ بِذَلِكَ عَلَى نَفْسِي ، وَأَعْتَـرِفُ بِضَعْفِ قُـوَّتِي وَقِلَّةِ حِيْلَتِي ، فَأَنْجزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، وَتَمِّمْ لِي مَا آتَيْتَنِي ; فَإنِّي عَبْـدُكَ الْمِسْكِينُ الْمُسْتكِينُ ، الضَّعِيفُ الضَّـرِيـرُ ، الذَّلِيلُ الْحَقِيرُ ، الْمَهِينُ الْفَقِيرُ ، الْخَائِفُ الْمُسْتَجِيرُ .
اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَلاَ تَجْعَلْنِي نَاسِيَاً لِذِكْرِكَ فِيمَا أَوْلَيْتَنِي ، وَلاَ غافِلاً لاحْسَانِكَ فِيمَا أَبْلَيْتَنِي ، وَلا آيسَاً مِنْ إجَابَتِكَ لِي وَإنْ أَبْطَأتَ عَنِّي ، فِي سَرَّاءَ كُنْتُ أَوْ ضَرَّاءَ ، أَوْ شِدَّة أَوْ رَخَاء ، أَوْ عَافِيَة أَوْ بَلاء ، أَوْ بُؤْس أَوْ نَعْمَاءَ ، أَوْ جِدَة أَوْ لاوَاءَ ، أَوْ فَقْر أَوْ غِنىً .
اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَاجْعَلْ ثَنائِي عَلَيْكَ ، وَمَدْحِي إيَّاكَ ، وَحَمْدِي لَكَ ، فِي كُلِّ حَالاَتِي ، حَتَّى لاَ أَفْرَحَ بِمَا آتَيْتَنِي مِنَ الدُّنْيَا ، وَلاَ أَحْـزَنَ عَلَى مَا مَنَعْتَنِي فِيهَا ، وَأَشْعِرْ قَلْبِي تَقْوَاكَ ، وَاسْتَعْمِلْ بَدَنِي فِيْمَا تَقْبَلُهُ مِنِّي ، وَاشْغَلْ بِطَاعَتِكَ نَفْسِي عَنْ كُلِّ مَايَرِدُ عَلَىَّ ، حَتَّى لاَ اُحِبَّ شَيْئَاً مِنْ سُخْطِكَ ، وَلا أَسْخَطَ شَيْئـاً مِنْ رِضَـاكَ .
اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَفَرِّغْ قَلْبِي لِمَحَبَّتِكَ ، وَاشْغَلْهُ بِذِكْرِكَ ، وَانْعَشْهُ بِخَوْفِكَ وَبِالْوَجَلِ مِنْكَ ، وَقَوِّهِ بِالرَّغْبَةِ إلَيْكَ ، وَأَمِلْهُ إلَى طَاعَتِكَ ، وَأَجْرِ بِهِ فِي أَحَبِّ السُّبُلِ إلَيْكَ ، وَذَلِّلْهُ بِالرَّغْبَةِ فِيمَا عِنْدَكَ أَيَّامَ حَيَاتِي كُلِّهَا.
وَاجْعَلْ : تَقْوَاكَ مِنَ الدُّنْيَا زَادِي ، وَإلَى رَحْمَتِكَ رِحْلَتِي ، وَفِي مَرْضَاتِكَ مَدْخَلِي ، وَاجْعَلْ فِي جَنَّتِكَ مَثْوَايَ ، وَهَبْ لِي قُوَّةً أَحْتَمِلُ بِهَا جَمِيعَ مَرْضَاتِكَ ، وَاجْعَلْ فِرَارِي إلَيْكَ ، وَرَغْبَتِي فِيمَا عِنْدَكَ .
وَأَلْبِسْ قَلْبِي : الْوَحْشَةَ مِنْ شِرارِ خَلْقِكَ ، وَهَبْ لِي الاُنْسَ بِكَ وَبِأَوْلِيَـآئِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ . وَلاَ تَجْعَلْ : لِـفَاجِـر وَلاكَافِر عَلَيَّ مِنَّةً ، وَلاَ لَـهُ عِنْدِي يَداً ، وَلا بِي إلَيْهِمْ حَاجَةً ، بَل اجْعَـلْ سُكُـونَ قَلْبِي وَاُنْسَ نَفْسِي وَاسْتِغْنَـائِي وَكِفَايَتِي بِكَ وَبِخِيَـارِ خَلْقِكَ .
اللَّهُمَّ : صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَاجْعَلْنِي لَهُمْ قَـرِيناً ، وَاجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيْراً ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْق إلَيْكَ ، وَبِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ، إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ ، وَذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .