"زبور آل محمد(ص)" .. سند الصحيفة السجادية

الإثنين 20 يونيو 2022 - 11:42 بتوقيت غرينتش
"زبور آل محمد(ص)" .. سند الصحيفة السجادية

أهل البيت-الكوثر: بلغت الصحيفة السجادية حد التواتر من حيث السند، يقول المحقق "الشيخ أغا بزرك الطهراني (رض)": "هي الصحيفة الاولى التي يرجع سندها إلى الامام زين العابدين (ع)... والتي خصها الأصحاب بالذكر في إجازاتهم واهتموا بروايتها منذ القديم وتوارث ذلك الخلف عن السلف وطبقة عن طبقة، وتنتهي روايتها الى الإمام الباقر وزيد الشهيد إبني الإمام زين العابدين (عليهم السلام).

يأتي سند الصحيفة السجادية عن المتوكل بن هارون البلخي، وهو من أصحاب ورواة الإمام جعفر الصادق (ع) ، حيث استلم نسخة من الصحيفة السجادية لدى اجتماعه بيحيى بن زيد الشهيد (رضوان الله عليهما) ثم قابلها مع نسخة للإمام محمد الباقر (عليه السلام)، وذلك عند لقائه بالإمام، فروى نص الصحيفة، ومن ثم ابنه عمر او عمير علّمها للرواة من بعده.

نسخة قديمة للصحيفة السجادية بخط الشيخ عبد الصمد الحارثي البجعي جد الشيخ البهائي (رضوان الله عليه)

 وعن الشيخ محمد تقي المجلسي (رض) أن اسانيدها تزيد على ألف ألف سند (ما يساوي المليون) في نقل الصحيفة وروايتها.

وقال العلامة المجلسي: "والذي رأيت من أسانيد الصحيفة بغير هذه الأسانيد فهي أكثر من أن تحصى ولا شك في أنها من كلام سيد الساجدين أما من جهة الإسناد فإنها كالقرآن المجيد وهي متواترة من طرق الزيدية أيضا".

وقد نقلها الشيخ المفيد (رض) أيضا في الإرشاد وكذلك علي بن محمد الخراز القمي (رض) تلميذ الشيخ الصدوق (رض) وأحمد العياشي وأبو المفضل الشيباني و... . ومن علماء مدرسة الخلافة روى مقاطع منها كل من "ابن الجوزي في خصائص الأئمة" و"الحافظ سليمان بن إبراهيم القندوزي في ينابيع المودة".

والجدير بالذكر ، ان السيد المرعشي النجفي  أرسل نسخة من "الصحيفة السجادية" مع رسالة إلى العلامة (الشيخ الطنطاوي) وفاة 1358 هـ) صاحب التفسير المعروف، فكتب في جواب رسالته: (ومن الشقاوة إنّا إلى الآن لم نقف على هذا الأثر القيّم الخالد في مواريث النبوة، وأهل البيت، وإنّي كلّما تأملتها رأيتها فوق كلام المخلوق، ودون كلام الخالق.

والعجب من هذا المفسّر المعاصر كيف غفل عن المصادر السنيّة – إن كان معذوراً في عدم مراجعتها في المصادر الشيعية- والتي نقلت قسماً منها كالقندوزي وغيره مما مر ذكره.

أما ابن الجوزي فقد كتب في خصائص الأئمة حول الإمام السجاد (ع) يقول: «إن لعلي بن الحسين زين العابدين حق التعليم على المسلمين في الإملاء والإنشاء وكيفية التكلم والخطاب وطلب الحاجة من الباري تعالى؛ فلولاه لم يكن ليعرف المسلمون آداب التحدث وطلب الحوائج من الله تعالى؛ إن هذا الإمام علّم البشر كيف يستغفرون الله وكيف يستسقون ويطلبون الغيث منه تعالى وكيف يستعيذون به عند الخوف من الأعداء لدفع شرورهم.

صورة أخرى عن النسخة القديمة للصحيفة السجادية بخط البجعي جد الشيخ البهائي

إقرأ أيضا: "زبور آل محمد(ص)" .. إطلالة على الصحيفة السجادية

 

وسوف نتناول في الحلقة اللاحقة الشروح والترجمات للصحيفة السجادية